لإنقاذ حلم المونديال.. عدد من كوادر كرتنا المحترفين يقترحون حلولاً عاجلة
حمص- نزار جمول
من أجل أن تمتلك كرة حديثة ومنتخباً قوياً يجب أن يكون لديك الأدوات والحيثيّات اللازمة، والتي تبدأ من القوة الإدارية التي تدير الكرة، وصولاً إلى وجود كوادر قادرة على أن توفر جواً صالحاً، وهذه الأمور مجتمعة غائبة عن كرتنا منذ زمن طويل.
فمشكلتنا الكروية ليست عصيّة على الحلّ، لأن الحلّ يبدأ من اجتثاث المرض الإداري الذي أوصل كرتنا إلى الهاوية مع إيجاد الأرضية المناسبة لبناء كرة قدم من القواعد، إضافة للعامل اللوجستي الذي يتمثّل بوجود ملاعب تليق بكرة القدم وليس مرابض للخيل.
عدد من كوادر كرتنا التدريبية المهاجرة خارج حدود الوطن أشار إلى مجموعة خطوات يجب السير بها لتصحيح أوضاع كرتنا ومنتخبنا، وخاصة بعد الخسارة بخماسية أمام اليابان في تصفيات المونديال الذي لا يزال بلوغه حلماً منتظراً.
فالمدرّب أحمد بيطار مدرّب فريق “هيوستن” في الولايات المتحدة الأمريكية بيّن أن المنتخب الوطني لعب مع منتخب اليابان وبحوزته ثلاث نقاط اقتنع بها لأنها قد تأخذه للمركز الثاني في المجموعة، وهيّأ نفسه لتقبل الخسارة أمام اليابان قبل أن تبدأ المباراة، مؤكداً أنه كان من الأجدر بالمدرّب الخبير اختيار مباراة ودية قوية مع منتخب قوي مثل اليابان قبل التصفيات، لكن ما حدث في هذه المباراة مخيّب، وخاصة الأداء المتراجع الذي بيّن عجز المنتخب.
أما المدرّب في هولندا رافع خليل، فقد كشف أن الجميع يدرك الفوارق الكبيرة بين المنتخب الوطني والمنتخب الياباني من الناحيتين البدنية والفنية وحتى التكتيكية والنفسية، وتطور المنتخب الياباني ومنتخبات شرق آسيا جاء نتيجة التخطيط السليم الذي يبدأ من القواعد وصولاً للفريق الأول، موضحاً أن كرتنا تفتقد لذلك التخطيط الذي يعتمد على بناء القواعد، فلا يوجد دوري فئات عمرية بشكل سليم، خاصة وأن الدوري المعتمد لا يمكن أن يصنع لاعباً مؤهلاً للعب في المنتخب الأول، فالمنتخب الحالي معظم لاعبيه يلعبون ما قبل عام 2010 وكان وقتها الدوري ممتعاً وحقيقياً، وحتى الفئات العمرية كانت تقدّم الموهبة تلو الأخرى، لذلك ظهر جيل كروي متميز.
وأضاف خليل: الاتحاد الكروي الحالي يريد أن يثبت أنه يريد التطوير بعد إحداث دوري أولمبي وشباب، وهذا الأمر مقبول لكنه لن يفرز لاعبين على مستوى جيد، فالمستوى الحالي الذي ظهر في مباراتي كوريا الديمقراطية واليابان لن يصل منتخبنا إلى أبعد من كأس آسيا وبصعوبة، ومعظم لاعبيه الذين مثلوه في هاتين المباراتين يلعبون في دوريات خارج سورية، ومع ذلك ظهرت الحالة البدنية للاعبين بشكل مزرٍ والمدرّب الخبير كوبر لم يستطع فعل الشيء الكثير لأن أعمار اللاعبين الكبيرة حالت دون تنفيذ تعليماته بشكل دقيق، لذلك يجب العمل على ضخ دماء شابة تكون قادرة على العطاء وأداء المهام الموكلة إليها بغضّ النظر عن التفكير بالنتيجة.
من جانبه المدرّب في أندية البحرين رضوان عجم أكد أن الكرة السورية تعيش في أسوأ حقبة كروية على الإطلاق على صعيد المواهب واللاعبين في كلّ المنتخبات، معتبراً الخسارة القاسية مع اليابان مزعجة جداً للجماهير السورية، خاصة وأن المنتخب ظهر بمستوى سيئ، لافتاً إلى أن المنتخبات تفتقد للمواهب واللاعبين القادرين على صناعة الفارق في كافة الفئات وحتى على مستوى اللاعبين الذين قدموا من الدوريات الأوربية والأجنبية.
ويرى عجم أن الحلّ الذي سيصلح الكرة السورية يجب أن يبدأ من الأندية وفئاتها العمرية والعمل على تأسيس جيل كروي جديد، وهذا الأمر يبدو حالياً بعيد المنال لأن الأندية التي تتعاقد مع لاعبين يقتربون من سن الأربعين بمئات الملايين ويملأ ضجيجها الدنيا على إقامة دوري بفئة الأولمبي لن تستطيع تأسيس الجيل الكروي المنشود.