ثقافةصحيفة البعث

حوار مع الشاعرة التونسية آمال صالح.. الشعر أداة فعالة للتوعية والتقدم

هويدا محمد مصطفى

هي أنثى الحياة تأخذك بجمالية حروفها، ورونق الإبداع المتجدد لتبدو كالبحر بكل طقوسه، تجعلك تبحث في الأعماق عن معاني مفرداتها المطرزة بنور الحياة، والبحث عن الذات.

نالت العديد من الجوائز، وكتبت قصائدها باللغة الفرنسية، ولديها مجموعة من الدواوين الشعرية نذكر منها /ابتسامة ودموع/ إرث الحنين/وطني الأخضر/ ولديها عدة مجموعات قيد الطباعة /كتاب من مذكرات مغتربة/ديوان رائحة الكلمات/رؤى من نور/- هي الشاعرة التونسية آمال صالح تعرفنا على عالمها الأدبي من خلال هذا الحوار.

  • الشاعرة آمال صالح تكتب قصيدة مطعمة بالتساؤلات الفلسفية والأبعاد الملحمية إلى جانب شعريتها، وهذا ما يميز تجربتها الأدبية ويجعلها متفردة، ماذا يمكن أن تقولين عن حيواتك الشعرية؟

 

 

الشعر  يمكن أن  يعبر عن تفاصيل يومية صغيرة يتأثر بها الشاعر وتؤثر فيه، في نفس الوقت حين يلبسها المفردات هو يفضي بنا إلى تجربة لغوية ساحرة يحملها من معاني الحياة رسالة   يخاطب بها  الذات البشرية، لذلك يتحول هذا الشعر الذاتي إلى ملحمة كونية، و تساؤلات وجودية أيضاً تبحث عن القيم والمعاني. إن قيمة الكتابة في قوة ما تعتقد أنه سيمس من يقرأه، لأنه سيجد فيه ما يبحث عنه… ربما أشياء لم يفهمها بعد… ربما تساعده أيضا على فهم ذاته…. فالشعر عالم رحب.

  • بقول بيسوا: الحياة وحدها لا تكفي لذلك كان الأدب، ماذا تعني لك الكتابة وهل هي ضرورة لابد منها إلى جانب الحياة؟

أكيد ضرورة لمحاذاة الواقع أولاً وقبل كل شيء، لأننا لا نعرف في أحيان كثيرة أن نتأقلم معه، أو ربما نحتاج للشعر لنخرج كمية المخزون الفكري والعاطفي الذي لا يمكن أن يخرج إلا شعراً، والدليل على ذلك أن هناك العديد من القراء من قالوا لي بأن القصيدة تعبر عما يجول في خاطرهم، وأن الصور والمعاني التي فيها تبعث فيهم من جديد الأمل… أو تضفي على واقعهم جمالا الخ…

  • ماذا تحدثينا عن تجربتك بكتابة قصائدك باللغة الفرنسية وماذا أضافت لك ؟

بصراحة كتابة الشعر ممتعة بكل اللغات… يكفي أنها تجربة لغوية ثرية… ثم إنك وبدون أن تدري تتحول إلى شخص آخر يفكر بطريقة مغايرة… لذلك هي إضافة إنسانية وثقافية وحضارية… وأنا من وجهة نظري الشاعر هو إنسان لا بد أن يكون الكون مطمحه… نحن نكتمل بالآخر وتتوهج الذاكرة بما نضيفه إليها من مصادر فكرية مختلفة.

  • الكثير من الشعراء والكتاب يعبرون عن آرائهم خلف ستار شخصياتهم، هل آمال صالح موجودة في أعمالك الأدبية كشاهدة على عصر، أم تحملين المسؤولية لشخصيات من ورق؟

أكيد موجودة بكل الثقل… ليس لي ستار لأنني صعب أن لا أكون أنا بكل عفويتي.

  • هل تجدين أن هناك نقاد وهل النقد والنقاد أنصفوك؟

نعم ما شاء الله يتواجد بالساحة الثقافية جهابذة، وأنا شخصياً محظوظة جداً، لأن أشعاري كانت محل دراسة من أكبر النقاد وهذا كان دعماً ودافعاً ايجابياً لي. ودوماً تعترضني دراسات نقدية لأدباء آخرين، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على الحركية الدائمة للساحة الثقافية العربية.

  • إلى أي مدى يمكن للشعر في بلاغته المعاصرة أن يفك خطابات الحرب ومآسي الإنسان. هل الشعر هو روح العصر أم أن تأثيراته لا تتجاوز حدود الإبداع في اللغة؟

الشعر هو وسيلة تعبير، ولكنه كان ولازال أداة فعالة للتوعية والتقدم.

  • فوزك بجائزة وماذا تعني لك الجائزة وما رأيك بهذه التجربة؟

فزت بشهادات كثيرة بصراحة منها أفضل شخصية مؤثرة للسنوات الماضية من جهات ومصادر مختلفة. أية جائزة أو شهادة تمنح صاحبها ثقة في النفس، وهي تعطي أهمية للمثقف الذي نخاف عليه من التهميش.

  • هل حققت نفسك من خلال ماتكتبين و ماهي رسالتك ؟

حققت نفسي لا… أنا أضيف إليها كل يوم أشياء جديدة… أبحث دوماً عن القصيدة التي ترضيني والتي أحلم بكتابتها… ولكنني لم أجد إلا بعضها… فأنا أواصل البحث. رسالتي هي المحبة، هذا العالم تنقصه الكثير من المحبة… لا أفهم لماذا؟  هي شيء سهل ولا يتطلب غير المشاعر التي لا نجدها في السوق ويجب دفع أجرها. حينما نغدق مشاعرنا تجاه الآخر، فنحن نوجه رسالة للكون الذي سيرد علينا برسالة مماثلة.

  • كيف تجدين الواقع الثقافي العربي وخصوصاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي وكثرة الشعراء؟

قلتها من قبل اختلط الحابل بالنابل…. جميل جداً ما نجده من سهولة نشر إبداعات الكتاب، ولكن مسؤولية المنتديات كبيرة جداً بالضبط مثل وسائل الإعلام ما تقوم بنشره هو ما سيحدد معالم مجتمعنا، فوجب الرقي والسمو بالذوق حتى نواكب التقدم الحضاري المطلوب.

  • مقطع من قصيدتك الأخيرة.

كتبت نص بعنوان “طفلة المسافات” من ضوء النهار لملمت خيوط أشعاري/ سمعت أنها تسافر مع المدى.. حين تعود سأسافر معها/ أغلقت الباب../ لا أريد خيبات أخرى/ تلك العالقة في جدار النسيان…/ لازالت تنبض بالحزن/ أريد أن يعرفني المدى/ بيني وبينه مسافات/ لم أعثر عليها.