لجنة الانضباط في مرمى الانتقادات.. فهل ترضخ للضغوطات؟
دمشق – المحرر الرياضي
لم تعد الأنظار موجّهة مع نهاية كلّ جولة من منافسات الدوري الممتاز لكرة القدم فقط نحو النتائج والأهداف وصراع الفرق على سلم الترتيب، بل باتت مركزة أيضاً على لجنة الانضباط والأخلاق في اتحاد الكرة التي تصدر القرارات الانضباطية والعقوبات في كل حالات الشغب والخروج عن النص التي تشهدها الملاعب.
لكن اللافت حالياً هي كمية الانتقادات التي تتعرّض لها اللجنة من مسؤولي الأندية وجماهيرها، وحتى من بعض أعضاء الاتحاد وجمعيته العمومية التي حاولت سابقاً حجب الثقة عن اللجنة دون أن تنجح، وهذه الانتقادات قد يبدو بعضها مفهوماً وخاصة من الأشخاص أو الأندية المعاقبين، كما أن القسوة في بعض العقوبات تجعل الجماهير غير راضية عنها، لكن أن يصدر النقد من كرويين وخبرات يفترض أنها تبحث عن أن تكون مسابقاتنا في أفضل حال فذلك يبدو مستغرباً!!.
الأسابيع التي مرّت من عمر المسابقة الكروية الأهم، وهي الدوري الممتاز، حفلت بحوادث شغب من الجماهير والكوادر، قابلتها لجنة الانضباط بعقوبات متنوعة لتتعالى بعض الأصوات مطالبة بوضع حدّ للجنة التي باتت تفرض غرامات مالية كبيرة وتوقف اللاعبين في كل جولة، طبعاً هذه الأصوات كان لها صداها على مواقع التواصل الاجتماعي التي تحدثت عن اللجنة وقراراتها بكثير من التهكم والوعيد!.
وبعيداً عن وجهات النظر التي تبالغ في مديح اللجنة أو في نقدها فإن الموسم الماضي حمل نجاحاً باهراً لها، فاستطاعت أن تكون لجنة انضباط قولاً وفعلاً، فلجمت الكثير من حوادث الشغب عبر عقوبات واضحة وحازمة، وبالتالي ساهمت في خفض وتيرة الشغب الذي كان ملازماً للمسابقات الكروية في السنوات التي سبقت، لكن على ما يبدو أن النجاح في الموسم الماضي لم يسعد البعض الذين حاولوا إقالة اللجنة بداية قبل أن تتحوّل الأمور إلى التشكيك بصحة قراراتها وجدواها في الموسم الحالي.
رئيسُ لجنة الانضباط والأخلاق المستشار القانوني الدكتور فراس علي المصطفى كان قد أكد لـ”البعث” أن اللجنة ليست معنية بإصدار العقوبات فقط، لكنها وضعت خطة لها آليات للوصول لمجموعة من الأهداف، أهمها تثقيف الجماهير بالمناقشة وإنشاء ندوات وحوارات تلامس الوجدان الرياضي للجمهور، مع شرح للائحة الانضباط والأخلاق سواء بشكل مباشر أو بتقنية الفيديو مع الحاجة إلى التثقيف الذاتي، مشيراً إلى أن الخطة ذات جانب نظري يُتحدث فيه عن شرح مواد لائحة الانضباط والأخلاق من خلال قراءة كل ما يخصّ هذا الأمر، وجانب تطبيقي من معاينة المخالفات وكيفية التعاطي معها وتعايش ردود أفعال الجماهير والمسؤولين عليها، فلائحة الانضباط والأخلاق بسيطة جداً، لكن في الوقت نفسه هي عصيّة على الإدراك من البعض.