المواهب والإبداعات السورية تتصدر وسائل التواصل الاجتماعي وتحصد الجوائز
دمشق- البعث
تغزو إبداعات واختراعات السوريين الشباب في أوروبا وبلاد المهجر صفحات الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي يومياً، لنراها تتصدّر صحفاً غربية، ليس اعترافاً منهم بذكاء ونبوغ أبنائنا، بل لتخلق لهم الفرص ليتمّ استقطابهم والاستفادة من هذه الإبداعات بما يخدم نمو بلدانهم وتطورها، وعلى الرغم من ظروف الحرب واللجوء ومشقات السفر إلا أنها لم تخفِ تميزهم وكفاءتهم العلمية والأدبية والفنية، فأينما حلوا تتوارد إلينا قصص نجاحهم وتفوقهم، بينما تبقى هنا إبداعات الشباب مغمورة وفردية تستند إلى الظروف، كلّ منهم حسب قدرته على المتابعة في تنمية وتحفيز موهبته، واغتنام الفرص التي تصادفه دون غيره لاستثمارها، وهنا يستحضرنا سؤال: هل تبقى المواهب رهن الظروف والفرص، أم أن الجهات المعنية غير معنية بإبداعات الشباب ونبوغهم، وهل هناك توجّه إلى تبني المتفوقين والمبدعين ضمن استراتيجيات تؤهلهم لبناء الوطن؟.
الدكتور كمال أيوب (علم اجتماع) أكد أن ميزة التفوق والإبداع حاضرة بقوة في جيل الأطفال والشباب السوري منذ القدم، ولطالما كانت هناك قصص تؤكد قدراتهم العلمية داخل البلاد وخارجها، ولكنه يعود ليعلل إخفاق الجهات المعنية في تنمية مقدرات ومواهب الشباب إلى غياب برامج تربوية تستهدفهم من قبل وزارتي التربية والتعليم العالي، بالإضافة إلى قلة الوعي وعدم المعرفة من قبل الحلقات الأساسية في تربية الأطفال “الأسرة والمدرسة” لممارسة دورها المسؤول عن تحفيز أبنائها وتنمية مقدراتهم التي تتعلّق بالظروف الاقتصادية الصعبة التي تمنعهم من الاستفادة من معاهد متخصّصة في هذا المجال، والتي أصبحت رسوم التسجيل فيها تواجه الكثير منهم، وقد يكون السبب الأكثر أهمية هو جهل الأسرة بطرق التحفيز والأعداد الكبيرة والاندماج الحاصل في المدارس الذي أفرزته الأزمة، وهنا يرى أيوب أن هذه المهمّة يجب أن تتولاها الجهات الحكومية، وتتمّ ترجمتها في إنشاء معاهد علمية وفنية مجانية تقدم خدماتها لجميع المتميزين الذين يجب اختيارهم وفق امتحانات أو مسابقات معتمدة من الجهة المسؤولة، ومن ثم تؤمّن لهم فرص العمل المناسبة ضمن مختبرات تضمن لهم تفتح خبراتهم ومهاراتهم والاستفادة منها بما يخدم الوطن.
ولا شكّ أن تنمية وتحفيز الإبداع والتميّز مسؤولية حكومية مجتمعية تتطلب تضامن جميع الجهات الحكومية والأهلية والقطاعات الخاصة للعمل على إيجاد صيغ وسبل لرعاية إمكاناتهم ومواهبهم في كافة المناطق، ليصار إلى تطويرها وتوظيفها بما ينعكس إيجاباً على الوطن والمواطن.