صحيفة البعثمحليات

حرفيون ومنتجون.. ذوو الإعاقة يبدعون في ملتقى “همم حتى القمم”

دمشق – مادلين جليس

ليسوا غرباء عن المجتمع، وليسوا أقلّ ممن حولهم، بل هم ألطف الكائنات وأصدقها، وقد يصبحون كغيرهم، منتجين وحرفيين، لكنهم لا يحتاجون إلا يداً تمتدّ وتكون عوناً لهم ليكونوا أشخاصاً فاعلين في المجتمع.

من هذا المبدأ أطلق الاتحاد الإقليمي للأسر المنتجة والصناعات الحرفية والتقليدية، يوم أمس الأحد في فندق شيراتون دمشق، ملتقى وبازار “همم حتى القمم”، ليس بهدف تقديم الدعم لذوي الإعاقة دوناً عن غيرهم، أو إبرازهم كفئة مختلفة، بل دعمهم كجزء من المنتجين والحرفيين، كما بيّن الدكتور حسن خيتي الأمين العام للاتحاد العربي للأسر المنتجة، مشيراً إلى أن ذلك من شأنه تشجيع هؤلاء الأشخاص على العمل أكثر لكي يتحقق الهدف الذي يعتبره الاتحاد مسؤوليته الاجتماعية، وهو تمكينهم للوصول للاكتفاء الذاتي بحيث يستطيعون الاعتماد على ما يمارسونه من مهن وحرف في تأمين دخل ثابت يقيهم شر الحاجة، فهناك الكثير من الأسر المنتجة في المجتمع والتي تحتاج لدعم حقيقي، مادي ومعنوي.. وغيره، وذوو الإعاقة بحاجة أيضاً للدعم والتمكين كما غيرهم ليكونوا قادرين على إعالة أنفسهم.

أثر إيجابي

يشارك في الملتقى أكثر من مئة مشارك من ذوي الإعاقة، وهم ينتمون لنحو ثماني مؤسسات وجمعيات إنسانية، وفق ما أكده محمد البوشي عضو مجلس الإدارة في المكتب الإقليمي للأسر المنتجة، وأشار البوشي إلى أن كل ما يقوم ذوو الإعاقة بعرضه وبيعه ضمن البازار هو من صنع أيديهم ومن إبداعاتهم، كما أن مشاركتهم في الملتقى مجانية بالكامل، لكي يكون الدعم المقدم لهم حقيقياً وذا أثر إيجابي، خاصة وأنهم لا يجدون دائماً فرصاّ لتسويق منتجاتهم، بحسب البوشي، مشيراً إلى أن التحضيرات للملتقى والتواصل مع الجمعيات والمؤسسات بدأت منذ أكثر من شهرين ليتمّ العمل على ربط هذه المؤسسات ضمن الملتقى واختيار الأشخاص المشاركين، بحيث يتمّ ضم جميع ذوي الإعاقة ضمن مكان واحد يجمعهم ويقدّم عملهم للمجتمع بصور إيجابية، وكان ذلك في اليوم العالمي للإعاقة.

وأشار البوشي إلى أن اختيار المشاركين اعتمد على التنوع وعلى عرض منتجات من جميع الأصناف وبكل مراحل الإنتاج من المواد الأولية للمواد النهائية، كما أن الاتحاد يحاول من خلال هذا البازار تقديم الدعم لذوي الإعاقة من خلال الترويج لمنتجاتهم وأعمالهم، وبالتالي تسويق هذه المنتجات.

تبنٍّ فاعل       

ليس المهمّ أن نلاحظ وجود هؤلاء الأشخاص ولا الحديث عنهم بشكل جميل ومؤثر، لكن الأهم هو مدّ يد العون لهم من خلال إبرازهم في المجتمع كأعضاء فاعلين ومنتجين، وهم كذلك في حال لقوا الدعم والرعاية الكافية، هذا ما أكده خلف مشهداني عضو مجلس إدارة المكتب الإقليمي في سورية. وبيّن مشهداني أن كثيراً من الأسر السورية صاحبة مهنة ومصلحة، لكن غالبيتهم لا قدرة لهم على تقديمها بشكل تجاري كشركة أو مؤسّسة، مشيراً إلى أن الاتحاد يتبنى هذه الأسر من خلال النشاطات التي يقوم بها بدءاً من الانتساب المجاني والمساهمة في الحصول على سجلات تجارية بدون تكاليف، إضافة إلى إقامة دورات تأهيل وتدريب بالتعاون مع عدد من المدرّبين والجهات الأخرى للأسر المنتجة.