واشنطن شريكة “قسد” في جريمة تجنيد الأطفال
تقرير إخباري
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن “قلقه البالغ” إزاء استخدام الأطفال وتجنيدهم من ميليشيا “قسد” الانفصالية المدعومة من الولايات المتحدة، على الرغم من خطة العمل التي وضعتها الأمم المتحدة وأبرمتها مع المدعو فرحات عبدي شاهين، الملقب بـ”مظلوم عبدي”، متزعم ميليشيا “قسد”.
ووفقاً لخطة العمل هذه، كان على التنظيم الانفصالي وضع حدّ لهذه الممارسة و”تحرير الأطفال الجنود” الذين يجدون أنفسهم محاصرين فيها، ولكن منذ سيطرتها على مساحات من الأراضي في شمال سورية، بدعم علني من الولايات المتحدة، تقوم المليشيات الانفصالية باختطاف الأطفال في سن المدرسة، وتعمل على تجنيدهم بالقوة في صفوف ميلشياتها. وهكذا يقوم التنظيم الانفصالي بأخذ الأطفال الذين اختطفهم إلى معسكرات، حيث يتم احتجازهم وإخضاعهم للتدريب المسلّح، ولا يُسمح لهؤلاء المراهقين بالتواصل مع عائلاتهم، حيث يُجبرون بعد ذلك على المشاركة في الأنشطة القتالية لـ”قسد”.
تُظهر مقابر المراهقين في عين العرب أسماء وأعمار الجنود الأطفال الذين اختطفتهم “قسد”، وكانت أعمارهم تتراوح بين 14 و17 عاماً عندما ماتوا، فشواهد القبور هذه تؤكّد أن الميليشيا الإرهابية تقود الأطفال إلى العنف بعد اختطافهم وفصلهم عن عائلاتهم. والولايات المتحدة، التي تزعم أنها حريصة على خطاب الديمقراطية وحقوق الإنسان، تعزّز تعاونها مع “قسد” وتقدّم لها الدعم المالي والسياسي، ما يؤدّي إلى انفصال مئات الأطفال عن أسرهم، بينما يتم تجهيز هؤلاء الأطفال بالأسلحة الخفيفة والثقيلة حتى يتمكّنوا من المشاركة في الهجمات الإرهابية.
وفي 29 حزيران 2019، وقّعت فرجينيا غامبا، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال في النزاعات المسلحة، على خطة العمل المخطط لها من أجل إطلاق سراح المقاتلين الأطفال داخل “قسد”، لكن هذا التوقيع تم دون علم الدول الأعضاء في المنظمة الدولية.
وقد ورد ذكر حقيقة قيام الميليشيا الانفصالية بإجبار الأطفال على القتال في “تقرير الاتجار بالبشر لعام 2020” الذي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية في 26 حزيران 2020، حيث ذكر التقرير أن “قسد” واصلت تجنيد واستخدام الأولاد والبنات الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً من مخيمات اللاجئين في شمال غرب سورية، كما نشرت الأمم المتحدة تقريراً سنوياً بعنوان “الأطفال في النزاعات المسلحة 2022″ أشارت فيه إلى أن أكثر من 1200 طفل تم استخدامهم كـ”جنود” في عام 2022 من “قسد”. وحسب التقرير، فإن “قسد” قامت بتجنيد 637 طفلاً، في صفوفها.
وكان انفصاليو “قسد”، قد اختطفوا في تموز الماضي 18 مراهقاً آخرين تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً، من بينهم ستة من محافظة الحسكة، وسبعة من منطقة القامشلي، وخمسة من محافظة حلب، واقتادوهم إلى معسكرات التدريب.
ورغم تشديد الأمين العام للأمم المتحدة الذي أدرجت آراؤه في التقرير، على أنه “يشعر بقلق بالغ” بشأن استخدام الأطفال “كجنود” من “قسد”، ودعوته الصريحة “إلى التوقف عن استخدام الأطفال كجنود ولأغراض أخرى، وإطلاق سراح جميع الأطفال في صفوفهم”، غير أن واشنطن لا تزال تصرّ على دعم هذه الأنشطة في الوقت الذي تدّعي فيه حرصها على حقوق هذه الفئة.
هيفاء علي