التّشكيلي أحمد درويش: أرسم اللوحة كلمات من الضّروري أن توحي بالنطق
هويدا محمد مصطفى
كما للكلمة روح تعانق المشاعر، كذلك اللوحة التي تمتزج بألوان الفرح والحياة، وهكذا يتفرّد الفنّان التّشكيلي والشّاعر أحمد درويش بحالةٍ فنيّة راقية ابتدعها ببصمته الخاصّة لتكون محطة عبور إلى تداعيات الحياة من فرح وحزن، فنان أتقن لغة الشّعر لتكون لوحته قصيدة يترجم من خلالها رؤيته ورمزيته في التّأمّل والإبحار في أعماق الرّوح.
“البعث” التقت درويش وكان لنا معه هذا الحوار الآتي:
- كفنان تشكيلي له بصمته في عالم الفنّ.. كيف تقدّم نفسك للقارئ؟.
أنا ابن محافظة طرطوس، منطقة القدموس، والرّسم هواية وليس دراسة، وأعيشه بمشاعري وأحاسيسي، واللوحة مرآة تعكس مكنوّنات داخلي وأعماقي.
- هل اللوحة تعبير عن ذاتك؟.
باقة من الأفكار والمشاعر والأحاسيس أنقلها بطريقتي عبر اللوحة والألوان، لعلّها تعطي فرحاً وجمالاً للنّاس وتسعد قلوبهم.
- ما هي مدرسة أحمد درويش، وبمن تأثّرت من الرّسامين في عالم الفنّ التّشكيلي؟.
أحبّ وأميل إلى المدرسة الرّومانسية والواقعية لأن طبيعتي الرّومانسية تشدّني إلى كلّ ما هو رومانسي وهادئ وعاطفية، ولا أحسّ أنّني تأثّرت بأيّ رسام محلّي أو عالمي، لأنّ لكلّ فنّان أسلوبه وطريقته وخصوبة خياله.. دائماً أبحث عن الفنّ الفريد والنّادر والمميز بكلّ زمان ومكان.
- لاحظت في لوحاتك أنّك تستخدم ألوان الفرح كالأزرق والأخضر والأحمر، ما تأثير الألوان على اللوحة؟ وماذا يعني لك؟.
الرّسم يعني الجمال، ومن خلال اللوحة واللون نعطي الطاقة الإيجابية وراحة البال والأعصاب والسّعادة الرّوحية للمشاهد، لذا أحرص كلّ الحرص على أن أقدّم لوحات لا يملّ المشاهد من رؤيتها وفي كلّ مرّة يرى شيئاً جديداً فيها.
- أين تكمن براعتك وإبداعك في رسم المرأة؟ وأيّ الحالات تجعلك منفعلاً لتمتزج الألوان بالرّيشة والخيال؟.
المرأة هي سرّ كلّ ما نراه من إبداع، وملهمة لكلّ فنّان وكاتب وأديب ويبلغ الإبداع ذروته في حالات الحبّ والغرام والشّوق، هنا يبدأ الخيال في عمله ويسكب أنواع شتّى من الجمال على كلّ لون تنثره تلك الرّيشة.
- الفنّان التّشكيلي وعلى الرّغم من إبداعه، له نقّاده، ماذا يعني النّقد بالنّسبة إليك؟.
أتقبّل النّقد البنّاء بكلّ سرور وسعادة لأنّه لا أحد كامل.
- أنت شاعر أيضاً.. كيف ترسم اللوحة بالكلمات؟.
أرسم اللوحة كلمات ومن الضّروري أن توحي بالنّطق، ولكلّ لون حكاية وحديث ولكلّ لمسة ريشة حكايا ينسجها الخيال ولا تنتهي.
- ما هي الأفكار التي تطرحها من خلال أعمالك؟.
لوحاتي طبيعية وإنسانية وتراثية ووجدانية، ولكلّ لوحة موضوع من الحياة فيها معنى ومغزى وعمق.
- هل حققت ذاتك كرسّام وما هي الصّعوبات التي تواجهها؟.
بشكلٍ عام راضٍ عن أعمالي ومكانتي الفنية، فقد أقمت معارض عدّة في مناطق مختلفة على مستوى المحافظة ولي لقاءات إذاعية وتلفزيونية عدّة أيضاً، لكن حالياً نعيش واقعاً غير مريح على المستوى العام بسبب الحرب التي فُرضت علينا والحصار الغربي، ما انعكس على نفسية أي فنان وأعماله وإنتاجه.
- ما هي آخر أعمالك ومشاريعك المستقبلية؟.
لديّ بعض الأعمال الطّبيعية والتّراثية في الطّريق للنّشر والعرض، وتتحدّث عن طبيعة بلادي وآثارها وتراثها.