مشاكل متشعبة في اتحاد كرة اليد والاستقالات تتوالى قبل المؤتمر السنوي!
البعث الأسبوعية – عماد درويش
تعيش كرة اليد اليوم حالة صعبة منذ أكثر من عقدٍ ونصف من الزمن، في نتيجة طبيعية لتراكمات سابقة فنية وإدارية، حيث تغيرت القيادات التي تسير بدفة اللعبة لكن لم تتغير العقلية.
فقبل عقدين من الزمان كان عدد الأندية المشاركة في منافسات ومسابقات اتحاد كرة اليد يصل إلى 30 ناديا أو يزيد، وكنا تجد على الأقل عشرة أندية يتنافسون في مسابقات المراحل السنية والدوري العام والذي كان مؤلفاً من ثلاث درجات.
نحن الآن على مشارف العام 2024 ولا نرى سوى أعداد قليلة من الفرق والأندية المشاركة في المسابقات فاختفت أندية محافظة دمشق وحلب وقبلها أندية محافظتي السويداء ودرعا، وبات تواجد أندية محافظة حماة مجرد اجتهادات شخصية من محبي اللعبة فقط لا غير.
خلافات كبيرة
هذا الحال يبدو أنه لن يتغير في القريب العاجل ، فوفق ما وصلنا من معلومات من بعض كوادر اللعبة فإن الاجتماع الذي عُقد منذ يومين في مقر الاتحاد بمدينة الفيحاء في دمشق، لم يكن اجتماعاً عادياً، ووصل الأمر لمشاحنات بين الأعضاء ورئيس الاتحاد وصلت “لمسبات وشتائم” سمع صداها لخارج مقر الاتحاد، وهذا يؤكد أن اللعبة باتت في واقع مزرٍ تمرّ به وبحاجة لتدخل فوري من المكتب التنفيذي في الاتحاد الرياضي العام لوقف تلك المهازل حتى لا تعود اللعبة كما كانت فيما مضى عندما تدخل الاتحاد الدولي لحل النزاعات والخلافات التي عاشتها اللعبة.
وكي لا يتم حرماننا من اللعب خارجياً، لكن يبدو أن الخاسر الوحيد في المشاكل الحالية والسابقة من تلك الجدالات هم كوادر اللعبة واللاعبين.
استقالات وحجب ثقة
ما يحدث في أروقة الاتحاد من استقالات من عضوية الاتحاد وبعض اللجان، سببه ما يحدث على منصات شبكات التواصل الاجتماعي من التجاذبات والانقسامات، فقد تقدم عضو الاتحاد علي الزعيم وعمار ديواني باستقالتهما من عضوية الاتحاد، كذلك تقدم أيهم مسالمة باستقالته من لجنة المدربين إضافة لرئيس لجنة الحكام ولجنة المسابقات ولجنة التسويق والداعمين واللجنة الاعلامية، وأكثر من 20 من كوادر اللعبة وغيرهم من الكوادر بحجة أن عمل الاتحاد غير منظم ويشوبه الكثير من الأخطاء.
المؤتمر السنوي المقرر عقده اليوم (الأربعاء) ستطالب كوادر اللعبة بحجب الثقة عن الاتحاد الحالي، وفي حال لم يتم الحجب “حسب بعض المصادر” فإن خمسة من أعضاء الاتحاد سيتقدمون باستقالاتهم للمكتب التنفيذي.
رسوب جماعي
سنوات طويلة مرت على كرة اليد دون نجاحات تذكر حتى بات يعتبرها الجميع رياضة شبه غائبة عن التداول والانتشار، على الرغم من وجود جماهير عاشقة لها، خاصة في بعض المحافظات التي ارتبط اسمها بكرة باللعبة، لكن مع الأسف، المعنيون عنها لا يستطيعون الارتقاء بها ولا المطالبة بأبسط حقوقهم وهي وجود صالات لإقامة المباريات في ظل سيطرة كرة السلة على كافة الصالات في المحافظات، حيث رأت كوادر اللعبة أن الأسلوب الذي تسير عليه كرة اليد خاطئ وبحاجة من الجميع لإبداء الآراء لتطوير كافة مفاصل اللعبة، وما حدث مؤخراً مع طواقم الحكام الذين تم إيفادهم للبحرين لنيل الشارة الدولية، ورسوبهم بشكل جماعي (باستثناء طاقم للسيدات) دليل على عدم قدرة الاتحاد على تأهيل كوادره بشكل جيد، ورسوب الحكام يتحمله الاتحاد الذي رشح طواقم لا تمتلك أدنى متطلبات الفهم المطلق للعبة، وهذا أمر معيب بحق “يدنا” التي تمتلك حكام دوليين يعملون كمحاضرين من الاتحاد الدولي.
بلا حول
عضو الاتحاد “المستقيل” عمار ديواني أوضح لـ”البعث الأسبوعية ” أن العمل مع الاتحاد الحالي وصل لمرحلة مستحيلة، بسبب التفرد في القرارات من قبل رئيس الاتحاد، مضيفاً: عملنا منذ انتخاب الاتحاد على ترتيب البيت الداخلي بشكل علمي متطور، وعملت شخصياً على التسويق وجذب المستثمرين، وأصحاب الفعاليات الاقتصادية، وإيجاد مصادر دعم مادية للأندية المهتمة باللعبة، وتوفير المستلزمات الضرورية لها من كرات، وألبسة، وبقية التجهيزات ، وتأهيل الكوادر التحكيمية بشكل جيد، مع الاهتمام باللعبة إعلامياً من خلال حث التلفزيون على نقل المباريات الهامة لتوسيع شعبية اللعبة في كافة أنحاء القطر، إضافة لاستقدام جهاز تقنية “الفار” للمباريات من حسابي الشخصي مع بعض المحبين دون أن يتحمل الاتحاد أي مبلغ مالي، وعملت مع بعض المحبين على استقدام أحد المدربين المحليين الذي يدرب في أوروبا للعمل على تطوير المواهب الصغيرة، ووعد بأن يصل بالمنتخبات العمرية بعد ثلاث سنوات للعالمية، إلا أن رئيس الاتحاد عمد على “تطفيش” المدرب بحجج واهية وباتهامات باطلة، ولم أسلم أنا منها أيضاً، الأمر الذي جعل المدرب يعتذر عن مهمته، وتقدمت باستقالتي، لعدم قدرة الاتحاد على تأمين المستلزمات اللوجستية لمشروع تطوير المواهب.
وأشار ديواني إلى أن المشكلة هي ما بين الجيل القديم “العقلية” الذي لا يقتنع بعقلية العمل للجيل الجديد، وهذا ما غير تلك النظرة بالعمل في الاتحاد، وعليه أثرت الكثير من الكوادر التي لن تعد تريد العمل في ظل التفرد بالقرارات من الاتحاد الحالي الابتعاد القسري.