أخبارصحيفة البعث

ربما يكون ساندرز أوّل ضحية لقرار الكونغرس

تقرير إخباري

قد يكون السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز أوّل ضحية سياسية لقرار الكونغرس الأمريكي الأخير الذي يساوي بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية، فالرجل حتى لو أخذ بعين الاهتمام جميع المحظورات الأمريكية فيما يتعلّق بأمن “إسرائيل”، غير أنه ربما تجاوز الخطوط الحمر التي أعلنها الكونغرس الأمريكي في قراره الأخير، حيث تناول في تصريحين منفصلين العدوان الصهيوني على غزة وحرب الإبادة التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة، بطريقة ربّما تثير حفيظة اللوبي الصهيوني الموجود في الولايات المتحدة الذي وقف فعلياً وراء قرار الكونغرس الأخير.

والمشكلة الكبيرة التي تواجه الحكومة الأمريكية بعد تصريحي ساندرز الأخيرين، هي كيف سيتم تطبيق القرار الأخير على المعارضين للعدوان الصهيوني على غزة، في الوقت الذي لا يزال فيه بعض السياسيين الكبار يعارض طريقة تعاطي واشنطن مع المجازر التي ترتكبها “إسرائيل”، حيث أكد ساندرز أن “إسرائيل” تخسر الحرب فيما يتعلق بكيفية نظر العالم إلى هذا الوضع”، معتبراً أنه “سيكون من غير المسؤول أن تمنح الولايات المتحدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 10 مليارات دولار أخرى لمواصلة شنّ هذه الحرب الفظيعة”.

وهذا اعتراف واضح من سياسي أمريكي مخضرم بأن ما ترتكبه “إسرائيل” بحق المدنيين في غزة فظيع ويرقى إلى مستوى جريمة الإبادة الجماعية التي يعاقب عليها القانون الدولي، حيث أكّد أن هناك 1.9 مليون نازح يتجوّلون دون مزيد من الطعام، ودون أي إمدادات طبية، مشدّداً على أن ذلك يمثل كارثة إنسانية ويتعيّن على الولايات المتحدة أن تمارس كل ما في وسعها من ضغوط لإقناع نتنياهو بوقف النهج العسكري، بمعنى أن الحرب هنا تستهدف المدنيين حصراً، مشيراً إلى أن “ما يتعيّن على الكونغرس فعله هو أن يوضح لنتنياهو أننا لن نمنحه ببساطة شيكاً على بياض لقتل النساء والأطفال في فلسطين”، وهو الجهة ذاتها التي أصدرت بالأمس قرار المساواة بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية.

ويبدو أن العقدة في كل ذلك تتمثّل في أنه قال: إن ذلك غير واضح، ردّاً على سؤال حول غاية نتنياهو من الحرب، لأنها حتى “لو كان لها الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن ليس لها الحق في شنّ حرب ضدّ المدنيين في غزة”، أي ارتكاب حرب إبادة حتى لو لم يسمّها صراحة.

وفي تصريح سابق له أعرب ساندرز، عن استيائه من استخدام الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو” لمنع قرار الأمم المتحدة وقف إطلاق النار في قطاع غزة بينما يواجه المدنيون ظروفاً مروّعة.

وكتب ساندرز على حسابه في منصّة “إكس”: “في الوقت الذي يواجه فيه الفلسطينيون في غزة ظروفاً مروّعة، كان ينبغي للولايات المتحدة ألا تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد قرار للأمم المتحدة يدعو إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وإطلاق سراح جميع الرهائن. يحتاج الأطفال في قطاع غزة إلى الغذاء والماء والدواء. ويجب علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتحقيق ذلك الآن”.

فهذان التصريحان في حقيقتهما ينسفان جميع المسوّغات التي أطلقتها “إسرائيل” لتبرير حرب الإبادة التي تشنّها، وهما يحملان قدراً لا بأس به من المعارضة لما تسمّى “إسرائيل” والسياسات الأمريكية تجاهها، وبالتالي يمكن أن يعدّ ذلك معاداة للصهيونية الحاكمة في كل من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، وهذا يستدعي طبعاً أن يكون ساندرز أول ضحيّة لقرار الكونغرس.

طلال ياسر الزعبي