قرار الانسحاب رهنٌ بالدولة العميقة؟
تقرير إخباري
في عام 2018، أمر دونالد ترامب، بالانسحاب الكامل للقوات الأمريكية المحتلة لشرق شورية بشكل غير قانوني، معتقداً أنه حقق هدفه المتمثل في “هزيمة” تنظيم (داعش) في سورية، ولكن عارضت الدولة العميقة هذا الأمر. ومنذ 7 تشرين الأول هذا العام، نفّذت المقاومة العراقية أكثر من 80 هجوماً على قواعد أميركية في سورية والعراق. ومؤخراً، رفض مجلس الشيوخ قراراً كان سيدعو الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى سحب جميع القوات الأمريكية من سورية، حيث تعرّضت القوات الأمريكية لهجمات متكرّرة رداً على دعم بايدن للعدوان الإسرائيلي على غزة. تم رفض مشروع القانون (13 صوتاً مقابل 84 صوتاً) وحصل على دعم سبعة ديمقراطيين وخمسة جمهوريين وواحد مستقل، وهو السيناتور بيرني ساندرز. تم تقديم القرار من السيناتور راند بول (الجمهوري عن ولاية كنتاكي)، الذي قال: إن الاحتلال الأمريكي لشرق سورية يخاطر بإثارة حرب إقليمية كبرى، مضيفاً: إن الإبقاء على 900 جندي أمريكي في سورية لا يساهم في أمن الولايات المتحدة، بل على العكس من ذلك، فإن تدخلنا يشكّل خطراً جسيماً على هؤلاء الجنود، كما أن استمرار وجودنا يهدّد بجرّ الولايات المتحدة إلى حرب إقليمية جديدة في الشرق الأوسط، دون مناقشة أو تصويت من ممثلي الشعب في الكونغرس. وأضاف: “يجب على الكونغرس أن يتوقف عن التنازل عن صلاحيات الحرب الدستورية للسلطة التنفيذية”.
وكان مشروع قانون السيد بول يمنح الرئيس 30 يوماً للانسحاب من سورية إذا لم يحصل على إذن من الكونغرس، وقد حظي القرار بدعم روبرت فورد، الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى سورية من عام 2011 إلى عام 2014، عندما تورّطت الولايات المتحدة في الحرب الكونية الشرسة على سورية.
من جهته قال فورد: “إن القرار رقم 51 يمثل فرصة مهمّة لمجلس الشيوخ لاتخاذ خطوة نحو هذه النتيجة الضرورية. ولم يردع القصف الأمريكي، الذي أودى بحياة العشرات من المدنيين عن المزيد من الهجمات، وتحوّلت المنطقة إلى برميل بارود. وتحافظ الولايات المتحدة على أن وجودها العسكري غير الشرعي في شرق سورية بزعم مكافحة فلول تنظيم “داعش”، وتفرض عقوباتٍ اقتصادية قسرية على الشعب السوري، تهدف إلى منع إعادة إعمار البلاد، وقد زادت هذه العقوبات معاناة السوريين حيث حرمتهم من أبسط مقومات الحياة.
والمنطقة التي تحتلها الولايات المتحدة هي المكان الذي توجد فيه معظم احتياطيات النفط والغاز السورية، حيث تقوم يومياً بسرقة النفط وتهريبه إلى العراق، على مرأى العالم أجمع، تماماً كما تقوم بسرقة القمح السوري الذي كانت سورية تحقق الاكتفاء الذاتي به قبل هذه الحرب اللعينة.
هيفاء علي