ثقافة

“الطنطورية” لـ رضوى عاشور في جلسة نقدية

حمص ـ  سمر محفوض

ناقش المشاركون في الندوة الحوارية التي نظمتها رابطة الخرجين الجامعيين بالتعاون مع ملتقى أصدقاء الكتاب في حمص، رواية “الطنطورية” للروائية المصرية رضوى عاشور.

وتناولت محاور الندوة  البنية الروائية عند عاشور وتركيزها على حالة الاغتراب التي تعيشها شخوص الرواية، كما تمت الإشارة إلى الحضور الدائم لفلسطين في أعمالها، تاركةً للمتلقي أن يتلمّس مساحة الوجع في أحداث استرجاع النكبة.

واستهلّ الكاتب والناقد محمد رستم مداخلته بتأكيد أنّ الجميل والمدهش في الأدب هو أنه يعتمد القراءة بالتأويل وليس المهم ما يقصده النص بل ما وصلنا منه، موصّفاً الرواية بالتوثيقية بل التسجيلية، يقول: “امتدت على أربعة أجيال في إشارة  إلى أن القضية الفلسطينية لن تموت ولن تسقط بالتقادم، حيث استنبطت الكاتبة من العنونة بعداً رمزياً سعت من خلاله إلى انفتاح دلالتها على الحامل اللغوي للرمزية، وقد تحولت الطنطورية تلك القرية الصغيرة في فلسطين السلبية إلى شاهدة على النكبة والأحداث من خلال  بطلة الرواية رقية التي تمثل المرأة الفلسطينية في تعاطيها مع يوميات الشتات والإصرار على المقاومة وأن يكن عبر المزيد من إنجاب الأطفال.

وأضاف رستم: “تشير المروية بإصبع الإدانة إلى تخاذل بعض الأنظمة العربية العميلة، كما تتناول موضوع اقتتال الأخوة بين الحين والآخر”، لافتاً إلى أنّ الرواية تؤرّخ للأماكن وتوثّق التواريخ والأشخاص في محاولة لتأكيد الواقعية كحدث معني بتوثيق ما يحصل، وتقترب من المباشرة والخطابية أحياناً لتنقذها جمالية السرد من مطبات المباشرة، منوهاً بأنّ المفتاح الذي ينتقل من الأم إلى الابنة فالحفيدة يحمل في رمزيته وحدة التوجه والأمل بالعودة.

من جانبها، أكّدت الشاعرة ندى سلامة بطولة المكان بداية من العنونة وانتهاء بتوريث المفتاح كرمزٍ لترسيخ الانتماء المكاني والارتباط والتمسك بالحق، مشيرةً إلى اعتماد عاشور على ثنائية المرأة ـ القرية، ودور السرد في تصاعد الخط الدرامي للأحداث التي ترويها بطلة الرواية رقية، من عمر الثالثة عشر حتّى السابعة والسبعين من عمرها، لتجنح إلى الخيال حيناً والواقعية غالباً.

بدوره، ركّز محمد أنيس على رقية الشخصية المركزية والسّارد الضمني للأحداث، يقول: “قدّمتها عاشور كنموذج للمرأة الفلسطينية المناضلة”، مبيناً كيف سلطت الكاتبة الضوء على الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وما رافقه من مجازر وحشية  كمجزرة صبرا وشاتيلا، لتغدو بذلك رواية “الطنطورية” مرجعاً يوثّق أحداثاً مؤلمة تعرّض لها الشعب الفلسطيني على مدى نصف قرن وما يزال.