ريم قبطان: “بيت الخطّ العربي” تعمل بيد واحدة
ملده شويكاني
أيا معشر العشاق بالله خبروا إذا حلّ عشق بالفتى كيف يصنع
هذا البيت الذي اختارته الفنانة التشكيلية ريم قبطان رئيسة جمعية بيت الخطّ العربي والفنون من حوارية الأصمعي مع أحد العشاق ليكون محور لوحتها، وقد خطته بالخطّ المتخصّصة به “النستعليق” مع فنون الزخرفة المزينة بألوان الذهب والورد الأزرق، وكانت هذه اللوحة الشفافة ضمن أعمالها الخمسة المشاركة في مهرجان “محبة قلم” الرابع الذي افتتح في المركز الثقافي العربي بالمزة، واستمرت فعالياته في مركز أبو رمانة، وقد حظي هذا العام بمشاركة واسعة من الفنانين والخطاطين وأساتذة الجمعية وطلابها، وإن كان القسم الأكبر لطلاب الجمعية الذين عرضوا نتاج تدريبهم وتعلمهم.
والجميل أن المهرجان تزامن مع الاحتفال بعيد اللغة العربية العالمي، ولاقى صدى إيجابياً من المهتمين لكون الخط العربي يعكس لغتنا العربية ويعدّ جزءاً من تراثنا وهويتنا، وفي الوقت ذاته يعزز القدرات الفكرية لدى الزائر من خلال اللوحات المستمدة من الأشعار، وخاصة في العصر القديم ومن آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والأقوال المأثورة، كما دمج كثيرون بين فنون الزخرفة والمنمنمات مع انسيابية الخط العربي بأساليب وتقنيات مختلفة، ما يؤكد حضور الخطّ العربي بقوة في المشهد الثقافي.
جيل مثقف فنياً
وعقبت ريم قبطان على سؤالي عن تقييمها المهرجان بعد الافتتاح بأنه كان بمثابة تتويج لدراسة الطلاب واجتهادهم خلال العام، وقد تنوعت الخطوط بين الرقعة والديواني والنسخ والكوفي والثلث والنستعليق في تنفيذ اللوحات، إذ أوضح الطلاب من خلال أعمالهم إصرارهم وإقبالهم ومحبتهم لتعلم ثقافة فنون الخطّ العربي، ما يعزز عمل الجمعية، التي تسعى بشكل دائم لتنشئة جيل مثقف فنياً، يعكس واقع مجتمعه ومتطلباته من خلال الفنّ الراقي.
نحتاج إلى دعم للتوسع
وما تزال الجمعية بكوادرها تعمل بيد واحدة من دون أي دعم سوى في صالات مراكز وزارة الثقافة، ولابد لتعزيز عملنا على أرض الواقع من التشبيك مع جهات حكومية واستثمارية لتمد يد العون وتساندنا بمشروع توسع عمل الجمعية وفق طموحنا ليشمل كل جغرافية سورية، ولاسيما أن لدينا كوادر بشرية من طلاب وأساتذة على مستوى رفيع، لكن الإمكانيات المادية في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية المحيطة بنا لا تخدم أي توسع لعملنا.
القدس في الورشات التفاعلية
ومن جانب آخر توسعت فعاليات المهرجان بين العرض وورشات العمل التفاعلية بين الأساتذة والطلاب، إذ عُرض نتاج عمل ورشة أقيمت قبل المهرجان هي “القدس يا زهرة المدائن” بالتعاون بين ريم قبطان والفنانة ونسة عابد، إذ عمل الطلاب من خلال رسوماتهم البسيطة في بعض اللوحات على تجسيد الأقصى وخطّ أبيات من أشعار نزار قباني عن القدس، التي كانت المحور الأساس في الورشة.
وتابعت قبطان: “كرّمنا الطلاب الذين عملوا خلال الورشة وعبّروا عن مشاعرهم ومحبتهم للقضية الفلسطينية، كما عبّروا عن تأثرهم بما يحدث في غزة من مجازر ومحاولة إبادة للشعب الفلسطيني المقاوم على الورق والقماش خطاً ورسماً”.
تمازج ثقافي
وللحديث بقية مع قبطان عن خصوصية الورشات الفنية المجانية بين الأساتذة والطلاب التي ستقام ضمن فعاليات المهرجان، بهدف الاستفادة والتعرّف إلى مزيد من الطرائق المستخدمة لإنجاز اللوحات والمخطوطات بإشرافها مع الأستاذين محمد علي فقيري وعدنان شيخ عثمان.
الحدث الأبرز في المهرجان هو إقامة المعرض الفردي للفنان الأفغاني محمد علي فقيري المتخصص بأنواع الخطوط الفارسية في المركز الثقافي ـ أبو رمانة- ويعدّ هذا المعرض نقطة تواصل، وتمازجاً ثقافياً حقيقياً بين الخطاطين متنوعي الجنسيات الذين يكتبون بطرائق مختلفة.