ثقافة

الجولان السّوري المحتل كما يصّوره محمد ملص في أفلامه

القنيطرة – محمد غالب حسين

عبّر المخرج السينمائي والأديب الروائي محمد ملص عن أهمية الأفلام السينمائية التي تحدثت عن الجولان العربي السوري ومحافظة القنيطرة وعروس الجولان مدينة القنيطرة، لأنّ الأفلام السينمائية تمتلك قدرات تفتقر إليها الأفلام التلفزيونية أو الأعمال الأدبية كالقصة والرواية، فللفيلم السينمائي امتياز عبر اللون والصورة والحوار والمشاهد والموسيقى التصويرية ليفوز بقصب السبق بعرض جمالي مكثّف فيه الدقة والوضوح والحوار الفعّال الشيق الشفيف مع المؤثرات الصوتية والجمالية المبهرة التي تشدّ المتلقي، وتلامس شغافه عبر لوحة بصرية ملونة، لتوضيح الحدث المراد، وتحقيق التأثير المأمول.

وعرض ملص خلال لقائه، اليوم، طلبة الكليات الجامعية في القنيطرة بدعوة من فرع القنيطرة لاتحاد الكتاب العرب وفرع جامعة دمشق في محافظة القنيطرة تجربته الإبداعية في مجال السينما التي جسدها بأفلام حلم مدينة صغيرة (1970) – القنيطرة 74 (1974)- أحلام المدينة (1984)- المنام (1988)- الليل (1992)-باب المقام (2005)- سلم إلى دمشق (2013).

وأضاء على أحداث روايته “إعلانات عن مدينة كانت تعيش قبل الحرب” التي صدرت عام 1979م، وأعاد اتحاد الكتاب العرب طباعتها هذا العام، ويتحدث فيها عن مدينة القنيطرة التي ولد وترعرع فيها.

أما فيلم “القنيطرة 74” الذي عرض قبيل بدء اللقاء، فتجري أحداثه في مدينة القنيطرة بعد تحريرها في السادس والعشرين من حزيران عام 1974م، وهو فيلم مترع بالعواطف ومحبة الأرض والوطن، ويروي قصّة سيدة جولانية في مقتبل العمر تقف بين المتفرجين تتأمل الدمار معهم، ثم تخرج من ازدحام المتفرجين، وتقرر أن تذهب إلى المدينة وتدخلها، ثم نراها وهي تبحث بين ركام الدمار عن شيء، يبدو لنا كمن يبحث عن ذاكرته، وبعد بحث طويل ومعاناة بين ركام المدينة التي دمّرها الاحتلال الإسرائيلي بشكل متعمد، نسفاً بالديناميت وهدماً بالبلدوزرات والجرافات، تعثر المرأة على بيتها وتدخل إليه وتتجول في ما تبقى منه كمن يتجول في ماضيه.. إنه بيتها.. تشتهي أن تشرب الماء من بئره.

وفي غمرة استغراقها في صورة طفولتها، تلتقي بالصدفة بامرأة خرساء يبدو أنها تعيش في المدينة، ونلاحظ أن بيتها لم يدمّر لأنها لم تخرج منه.

تعود الصبية إلى دمار بيتها، وتبدأ بهمة وإصرار بنزع أثار الحرب والدمار عنه، ثم تنظّف لنفسها قطعة صغيرة من البلاط ، وتنام عليها على الرغم من أصوات المدافع المجاورة.

لقد بقي محمد ملص مخلصاً لقضية الجولان، حيث قدم في عام 2009 م فيلماً روائياً قصيراً بعنوان “محارم محارم” وهو قصة طفل نزحت عائلته من الجولان، كما أنجز في عام 2013 فيلمه الروائي الطويل “سلم إلى دمشق” الذي يخصص فيه مشهداً لطالب جامعي قدم من الجولان السوري المحتل للدراسة الجامعية في دمشق.