آفاق رحبة واستلهام لنبض البعثيين
محمد غالب حسين
منذ خمسة وأربعين عاماً كان لي الشرف أن أؤدي القسم الحزبي عضواً عاملاً في حزب البعث العربي الاشتراكي، أناضل في صفوفه من خلال الاجتماعات والمهمات التي أكلف بها من القيادات الحزبية المتسلسلة، كما حضرت كثيراً من مؤتمرات الفرق والشعب والفرع بصفتي عضواً في المؤتمر أو إعلامياً، أمثّل الإعلام الحزبي، وأقصد صحيفة البعث.
وأزعم أن هذه التجربة المديدة الغنية تتيح لي الحديث عن الحزب الذي عشناه نبضاً ومواقف وأهدافاً ومنطلقات وتوجهات وممارسات منذ نعومة أظفارنا.
ولابد من التنويه بالأهمية التي انعشت آمال البعثيين والمواطنين والمثقفين والجبهويين منذ الإعلان عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب، وازدادت التحليلات والحوارات والتكهنات بعد كلمة الرفيق بشار الأسد، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، لال ترؤسه احتماع اللجنة المركزية للحزب، لأنها حملت مضامين جديدة، وناقشت نبض العمل الحزبي، واستقصت واقع العمل الحزبي وآلياته. وطرح الرفيق الأمين العام في كلمته أسئلة جد مهمة، وطلب من أعضاء اللجنة المركزية مناقشتها بأناة وروية، لتترجم أجوبتها، وتصوغ حوارات الرفاق لها إضافات مهمة جداً للحزب، وتطوّر آليات عمله، وتبدع تطوراً مأمولاً، ويضخ للحزب فكراً جديداً مستنيراً، انطلاقاً من طبيعة الحياة.
لقد طرح الرفيق الأسد تساؤلات حول “أهمية السير في طريق الانتخابات، وسلبيات التجربة الماضية، وكيفية تكريس إيجابية الانتخابات، وما هي المعايير والآليات الأفضل؟”.
وأكّد الرفيق الأسد أن “هذا الاجتماع مهم جداً بما سيصدر عنه بعد إقرار المقترحات المقدمة إليه من تغيير وتجديد في منظومة العمل ليس الحزبي وحده، بل لاحقاً في المجتمع والدولة، لافتاً إلى أن الانتخابات قد تكون خطوة ليست كبيرة في هذا المسار، لكنها ضرورية ومهمة لحزب من أقدم الأحزاب المستمرة حتى اليوم في الوطن العربي”.
لقد لامست كلمة الرفيق الأمين العام روح العمل الحزبي، وتطرقت للتطور المأمول لحزب يمتلك تجربة نضالية عريقة متجذرة، تنتظر من ينعشها تحديثاً، وهو ما رسم ملامحه الرفيق الأسد بدقة متناهية، واضعاً بين يدي البعثيين مسؤولية النهوض ببعثهم.