كنان ادناوي يقدم مقطوعات منوّعة فكرياً وفنياً من مؤلّفاته
ملده شويكاني
“زغردة شرقية” المقطوعة التي عزفتها آنا إبراهيميان على آلة الفلوت المبنية على إيقاعات شرقية، ضمن برنامج الأمسية التي قدمها كنان ادناوي في دار الأوبرا مع مجموعة من الموسيقيين بعنوان “تنويعات على العود”، للموسيقا الآلية التي عزفت مقطوعات من مؤلفاته، والتي كتبها لمجموعة آلات شرقية وغربية من مدارس وأساليب مختلفة، وقد لاقت صدى إيجابياً لدى جمهور الأوبرا، إضافة إلى العود الذي شغل حيزاً من الأمسية.
والجميل أسلوب ادناوي بالتأليف سواء للعود أم لبقية الآلات بالدمج بين روح الموسيقا الشرقية والعزف التقني، وما يرافقه من توظيف لتقنيات العزف.
القانون
بدت بعض المؤلفات مشهديات موسيقية تحمل بعداً درامياً، مبتدئة برباعي القانون لمقطوعة “رقصة حبّ” بمشاركة – تيما نصر وجيدا مبيض ورغد عمران ومكرم بو حمدان – إذ أخذ كل قانون دوره بالحركة الموسيقية للحن وبالتناوب أو التشاركية الثنائية أوبالمتتالية كما استخدمت تقنية الضرب على الخشب في مواضع، واتسمت بامتدادات اللحن الشرقي مع التصاعد التقني.
الوتريات
اللوحة الثانية كانت لرباعي الوتريات (رشيد هلال وغطفان ادناوي وجواد حريتاني- وراما البرشة) “عيون قاتمة”، والمؤلف من التشيللو (حريتاني) الذي كان له الدور الأكبر بالمقطوعة من حيث البداية اللحنية أو مساحة الصولو والفيولا وكمان أول وكمان ثان، وتضمنت تقنية التكثيف اللحني والنقر على الأوتار في مواضع.
الإيقاعيات
المشهدية الفاصلة بالأمسية كانت بمقطوعة التريو “حب خفي” التي كُتبت للآلات الإيقاعية بمشاركة سيمون مريش وشفيق ياغي وليلى صالح على الكونترباص، بدور كبير لضربات التيمباني القوية ضمن المسار اللحني الإيقاعي، وصولاً إلى النقر على أوتار الكونترباص مع مرافقة سيمون مريش على آلات عدة بالتناوب منها الطار، إلى المتتالية الإيقاعية الخافتة مع عزف الكونترباص بصوتها الرخيم وفاصل التيمباني، وقد شدت انتباه الجمهور وتفاعل معها.
بطولة العود
أما العود فكان بطل القسم الثاني من الأمسية بعزف المقطوعات التي ألّفها ادناوي للعود، فتشارك العود مع الموسيقيين بالعزف، وقد أخذ العود دور الثنائية مع البيانو تارة والناي تارة أخرى، وكان حضور البيانو قوياً في أغلب مقطوعات القسم الثاني، إذ أخذ دوره بالصولو والارتجال مع العازف أغيد منصور الشهير بالعزف على الأورغن أيضاً.
وقدم العود مع المجموعة مقطوعة “رقصة” مع الناي والوتريات والدرامز- محمد شحادة- والبيانو والإيقاع، فأخذ العود دوره الأساس باللحن مع مرافقة وترية خافتة ومن ثم الإيقاع، ثم العود مع الدرامز والبيانو، وختاماً مع تشكيلة الفرقة وصولاً إلى القفلة المتدرجة حتى السكون لهذه المقطوعة الحيوية.
العود والبيانو
وتلتها “حكاية حبّ” التي بدأت بصولو مطوّل للبيانو ومضت الألحان الرقيقة الممتزجة بمسحة الحزن مع الناي والبيانو بتأثير صولو العود، ليشكّل البيانو والناي والعود مشهدية موسيقية رائعة مع متتالية الدرامز.
وكانت مقطوعة “بحر” أكثر عمقاً بالانتقالات الموسيقية والارتجالات بدور كبير للبيانو، فكانت البداية مع البيانو ـ أغيد منصور- ومن ثم آلة الأجراس ـ سيمون مريش- بتأثير آلة الإيقاعيات اللحنية، ومن ثم الانتقال المفاجئ إلى العزف التقني على العود لادناوي تخلله ارتجالات والضرب على الخشب، ليعود العود إلى اللحن الشرقي ومرافقة رائعة للبيانو.
العود والناي
وفي مقطوعة “جو” كانت التشاركية الثنائية بين الناي- كمي مرشد- والعود، ومن ثم قدم ادناوي صولو العود بالعزف المنفرد بين اللحن الشرقي والعزف التقني والارتجال والاتكاء على التراث في مواضع بتضمين لحن” من غير ليه” واختُتمت الأمسية بمقطوعة مزاج.
قاسم مشترك
وعلى هامش الأمسية تحدثت “البعث” مع كنان ادناوي فأوضح بأنّ كل المقطوعات مشغولة بعناية ومنوعة فكرياً وفنياً وفيها المودرن والمعاصرة والكلاسيك وبنيت على مدارس مختلفة ولأول مرة تقدم للجمهور، وبالتأكيد ثمة قاسم مشترك يجمع بينها، وهي مجموعة أعمال كتبها لمجموعة آلات، إضافة إلى مقطوعاته التي ألّفها للعود وعزف بعضها سابقاً، وأشار إلى دور البيانو الأساس بالصولو والارتجال.
الارتجال العشوائي
وتابع العازف أغيد منصور الذي اختاره ادناوي لعزف مقطوعاته معه لخبرته بتوظيف الهارموني والتركيب مع الموسيقا الشرقية، فنوّه بمساحة الحرية التي يمنحها ادناوي للعازف، وأشار إلى دور البيانو الأساس، ولاسيما بمقطوعة بحر التي تعتمد على الارتجال الحر المطوّل بشكل عشوائي على البيانو.