مجلة البعث الأسبوعية

بعثيو طرطوس يؤكدون على توسيع المشاركة للوصول للأفضل

البعث الأسبوعية  – وائل علي – دارين حسن

بشغف واهتمام تابع أبناء طرطوس أخبار اجتماع اللجنة المركزية للحزب برئاسة الرفيق الأمين العام للحزب الرفيق الدكتور بشار الأسد والتوجهات التي نجمت عنه بخصوص الاستعداد لإطلاق الانتخابات الحزبية وفق أسس ومعطيات جديدة وتشكيل هيئة انتخابية عليا تتولى إنجاز وإنجاح العملية الانتخابية المنتظرة لاختيار القيادات البعثية للمرحلة القادمة.

أداة حيوية للديمقراطية

“البعث الأسبوعية” استطلعت عدد من المفاصل الحكومية والنقابية والشعبية حول التعويل على هذه الانتخابات والبداية مع حسان نديم حسن أمين عام محافظة طرطوس، الذي اعتبر أن الانتخابات الحزبية أداة حيوية لتحقيق الديمقراطية داخل الحزب والتشجيع على التفاعل والمشاركة في صنع القرار الحزبي، مشيراً إلى أنها فرصة لتقييم وتطوير مهارات القيادة لدى الأعضاء من خلال التنافس وتقييم أداء المرشحين وتحفيز التجديد والابتكار وجعل الحزب أكثر استجابة للتحديات والقضايا الوطنية، وإبراز الصورة الإيجابية للحزب، وتعزيز المسؤولية السياسية، وتوجيه الحزب نحو تحقيق أهدافه من خلال انتخاب الأعضاء الأكثر قدرة وفعالية.

وقال حسن: إن إجراء انتخابات حزبية نزيهة من شأنه إبراز قوة ومصداقية الحزب ويسهم في تعزيز ثقة الأعضاء وتحقيق تمثيل فعّال ومشاركة شاملة من خلال مجموعة من الإجراءات ولعل أهمها عقد مناظرات بين المرشحين لتوفر منصة لعرض الأفكار والرؤى أمام الناخبين على مستوى الشعبة مع قبول أوراق الانتخاب ولو تضمنت أقل من العدد المطلوب، إضافة إلى تحديد عقوبات صارمة للتجاوزات والمخالفات التي يثبت ارتكابها قبل وخلال العملية الانتخابية ولاسيما لجهة التمويل المالي، والتأكيد على تعزيز التواصل المستمر للأعضاء مع اللجنة المشرفة على للانتخابات.

من جهته اعتبر رئيس اتحاد عمال طرطوس أحمد خليل أن الجماهير هي اللبنة الأولى في كل بناء، لذلك يجب أن يكون اختيار ممثلو الحزب عن طريق انتخاب ذوي الكفاءات وبشكل منفتح وحضاري وقادرين على الاندماج مع الشعب بكل أطيافه والشعور بمعاناتهم ومشاكلهم وحلولها لأنها الطريق الأمثل والأفضل للابتعاد عن المحسوبيات والشخصنة، معولاً أن تقدم الانتخابات -وبكل المعايير- قيمة مضافة لمسيرة الحزب، مؤكداً على ضرورة أن تعمل القيادات في الحزب على نشر الثقافة والوعي في المجتمع والابتعاد ما أمكن عن الأمراض والآفات الاجتماعية التي يعاني منها مجتمعنا لتجاوز الأخطاء السابقة وتلافي السلبيات وتكريس الإيجابيات وتكون بمثابة فلترة لكل التجارب والمعاناة في الفترات السابقة ، فكما أشار لرفيق الأمين العام في حديثه أمام اللجنة المركزية للحزب أن التغيير في منظومة الحزب ليس بالمبادئ بل بالعمل التنظيمي والخدمي والأدوات التي تحقق التغيير والتي يتطلع إليها الشعب للوصول إلى بر الأمان، كما أنه يجب ألا نغفل وجود الشباب في التمثيل الحزبي لتحديث وتطوير آلية العمل الفكري في الحزب في الفترة القادمة ليبقى دائما السند الداعم للجيش والوطن على كل التحديات. وأكد خليل أنه يجب على القيادات الجديدة أن تضع في سلم أولوياتها دراسة الوضع الاجتماعي الحالي وأن يكون الهدف والهم الأول تحسين الوضع المعيشي للمواطن، إضافة للواقع التربوي والصحي الذي عانى وتراجع خلال فترة الحرب وبالتالي تأمين البنية التعليمية والفكرية للنهوض والاستمرار معا لنكون قادرين على إعادة تعمير بلدنا وتنشئة جيل واع قادر على مواكبة الحضارة والتطور.

تطوير فكري وتنظيمي

وبدوره المحامي ياسر عبد اللطيف محرز أفاد: أقرأ ما جاء في كلمة الرفيق الأمين العام أنه بفكره النير ونهجه القويم يدرك أن الحاجة باتت ملحة لتطوير عمل الحزب فكرياً وتنظيمياً في إطار الحفاظ على نهج وفكر ومبادىء الحزب الأساسية في ضوء معطيات الواقع ومتطلباته، وللتخفيف من الآثار السلبية للعقوبات والحصار الاقتصادي “قانون قيصر” والأثر السلبي الذي فرضه على الواقع الاقتصادي للمواطن السوري في ظل شح الموارد وسرقة الاحتلال الأمريكي للنفط والثروات الباطنية، والتطورات التي تشهدها الساحة الفلسطينية في حرب غزه، والبطولات التي يحققها المقاومين الأبطال والذين نجحوا في التمسك بقضيتهم وأعادوها إلى الواجهة العالمية.

وأشار محرز إلى أن الحزب تميز في مسيرته النضالية بقدرته على الاستمرار والتطوير فيما تراجع دور الأحزاب على امتداد ساحة الوطن العربي، واستطاع مواجهة التحديات وتخطي العوائق والصعوبات وتطوير ذاته باستمرار من خلال الحوار وتعزيز دور الرفاق في الحزب.

شمولية للمرحلة القادمة

وفي السياق ذاته، رأت المحامية سناء زيد أن كلمة الرفيق الأمين العام أعطت شمولية للمرحلة القادمة من خلال إعادة تقييم ومعالجة كل السلبيات التي طغت في مراحل معينة خلال مسيرة الحزب، ووضع آليات جديدة بناء على المتغيرات الحالية لكي تواكب هذه الآليات المتغيرات التي تحتاج إلى نمط آخر ومختلف تماماً عما كانت عليه من التفكير والإدراك والسلوك.

وتأتي أهمية اجتماعات اللجنة المركزية في هذا التوقيت، حسب زيد، من خلال إعادة النظر بالآليات التي كان الحزب يعمل بها التي لم تمنع السلبيات، مشيرة إلى أن مهمة الحزب هي منع السلبيات في كل المراحل وليس في مرحلة معينة والبناء على جميع المتغيرات التي تواجه المجتمع والتي شكلت تحديا أمام الحزب لمواكبة هذه المتغيرات، وتأتي أهمية الدور الريادي للحزب أنه كان وما زال يخوض تجارب عديدة وعلى مراحل طويلة أثبت من خلالها بأن دوره رائد على كافة المستويات رغم بعض السلبيات التي أثرت على دوره الريادي في مراحل معينة.

وأشارت زيد إلى أن المجتمع والعالم يتغيران فعلى الحزب أن يتغير بآلياته وأدواته وهذا دليل على قوة الحزب الذي عليه أن يقود هذا التغيير من خلال توسيع المشاركة الشعبية الحزبية في الانتخابات وعلى كافة المستويات، لأن المشاركة العامة تعطي نتائج أفضل من المشاركة الضيقة وتأتي بنتائج أفضل من تعيين القيادات دون مشاركة القاعدة الشعبية فيها، وبالتالي القضاء على المحسوبيات التي أدت إلى إعاقة آلية الحزب.