“كونتراست”.. رحلة مع الضوء والجسد والروح
البعث- أمينة عباس
يستعد المخرج أدهم سفر ليأخذنا معه في رحلة مع الضوء والجسد والروح من خلال عرض بصري رقمي يمزج بين الحلم والواقع وتناقض المرئي واللامرئي من خلال العرض الفني السمعي البصري “كونتراست” الذي تبدأ عروضه في الـ21 وحتى الـ 24 من شهر كانون الأول في دار الأسد للثقافة والفنون.
ويحاول سفر من خلال هذا العرض ـ كعادته ـ تقديم طريقة جديدة ومختلفة عن الأشكال المسرحية التي سبق وأن قُدّمت وتابعها الجمهور، انطلاقاً من إيمانه بأن الطرق تتعدد وتختلف لإيصال الأفكار عبر المسرح، وما طريقته في “كونتراست” إلا إحدى هذه الطرق الجديدة والمختلفة.
خطوة متقدمة
ويبيّن سفر في حواره مع “البعث” أن المشروع خطوة في مشروعه العام الذي يحاول أن يكون فعالاً في سورية وهو الفنون البصرية المعاصرة، وهو خطوة متقدمة من تجارب عديدة لمجموعة من الشباب الذين يحبون هذا الفن ويسعى معهم لتفعيله في سورية، مؤكداً أن هذا العرض خطوة ضمن خطوات قادمة في هذا المشروع الذي تشكل بعد تجارب وخبرات عديدة، ولاسيّما أن هذا النوع من العروض أصبح نوعاً ومدرسة خاصة للمسرح لها محبوها وجمهورها، ومبيناً أن هذا العرض هو الأول في سورية من ناحية أنه تفاعلي يتفاعل مع الجمهور الذي سيتعايش معه حيث سيرى الراقص يحرك الفضاء والغرافيك، والموسيقا تتحرك مع الغرافيك لتتفاعل كل عناصر العرض المسرحي مع بعضها بشكل حقيقي.
ويشير سفر إلى أنه في التجارب الأولى لهذا النوع من العروض كان الفريق يعتقد أن العنصر البشري يلحق بالعناصر التقنية، في حين أن العكس هو الصحيح في هذا العرض، حيث أصبح هناك تزامن حقيقي للعناصر كلها، منوهاً بأن هذه المرحلة المتقدمة من العمل تحققت بعد تجارب ومرحلة من التأسيس من خلال مختبر دمشق للفنون السمعية البصرية الذي يضم خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية من قسم التقنيات المسرحية وقسم الفنون السميعة البصرية أو الصوتية الضوئية وطلاب يحبون هذا المجال، بالإضافة إلى مؤدين وفنانين تشكيليين ومختصين باختصاصات تتقاطع مع توليفة عرض سمعي بصري، وهي مرحلة متقدمة لعمل تم صنعه بالتجربة من مرحلة الصفر بعيداً عن التقليد للوصول عبر التجريب إلى نتيجة لائقة يتم تصديرها للعالم هي خلاصة الكثير من الأفكار والتجارب والنتائج والتقنيات الجديدة في محاولة لتقديم جزء من مشروع فني متطور أكثر بكثير من التجارب السابقة، مع تأكيده على أن التقنيات تتطور، وأسلوب تفكيره ومن معه يتطور مع اجتهادهم الخاص بالتعلم والتعرف على أشياء جديدة مع مجموعة من الاختصاصيين الذين لم يدرسوا في أكاديميات عالمية أو شركات مختصة بالتكنولوجيا، وقد أسسهم فنياً المعهد العالي للفنون المسرحية في ظل ظروف تقنية شبه معدومة فما كان لهم سوى الاعتماد على الجهود الشخصية من خلال الاطلاع على التكنولوجيا والنظر إلى أين تتجه هذه النوعية من العروض ليتم إشهارها في سورية وتقديمها بشكل مباشر بعد أن كان الجمهور لا يتابعها إلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
العنصر البصري كلاعب أساس
وأوضح أدهم سفر بعد تقديم عروض تحت مسمى “استعراضية بصرية” أن العرض البصري يجب أن يكون معتمداً على العنصر البصري كلاعب أساس في العرض إلى جانب المؤدي والنص والعناصر الفعّالة في العرض المسرحي، وهو ليس تزيينياً بقدر ما هو فعّال، وعدم وجوده يلغي العرض كلياً.. من هنا رأى سفر أن العرض البصري يقوم على عناصر بصرية أساسية، وعدم وجودها يلغي فكرة العرض، وهذا النوع من العروض يحتاج إلى مختبر يحاول مع فريقه تأسيسه يكون معني بهذه النوعية من العروض التي تنجز بعد نقاش طويل وتجريب كثير للخروج بنتائج صالحة للتطوير، ومن ثم تصدير نتائجها للجمهور، ولهذا فهي عروض تحتاج إلى دعم كبير برأيه، لأنّها تعتمد كثيراً على التكنولوجيا والتطور التقني، وبحاجة كذلك لفريق شغوف يتم الاعتراف باختصاصهم ليصبح لدينا أنواع مختلفة من المسرح، وليس فقط مسرح الدراما الذي يعتمد على الممثل والأداء التمثيلي والنص والعناصر المتعلقة بالممثل فقط في ظل غياب العروض البصرية والأداء والحركة بسبب قلة الناس الذين يؤمنون بالاختصاصات الأخرى ونتائجها.
مؤسس مختبر دمشق
يذكر أن أدهم سفر مخرج سينوغراف ومصمم إضاءة، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية – قسم الفنون الصوتية والضوئية – شارك في ورشات اختصاصية بالفنون البصرية مع خبراء من بريطانيا وفرنسا والصين، وأستاذ في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق ومؤطر للعديد من الورشات الاختصاصية بالفنون البصرية المسرحية، رئيس قسم الفنون الصوتية والضوئية ـ سابقاً- في المعهد العالي للفنون المسرحية، مخرج لعدة تجارب مسرحية وحفلات موسيقية وافتتاح مهرجانات وفعاليات ثقافية، مصمم إضاءة وسينوغراف للعديد من العروض المسرحية داخل سورية وخارجها، مؤسس مختبر دمشق لفنون الأداء السمعية البصرية.