رغم وجود الأخطاء.. تبقى الانتخابات أفضل من التعيين
طرطوس – وائل علي
أن تأتي متأخراً خير من عدم الوصول. وعلى هذه الحال يمكن وصف ما انبثق عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب، برئاسة الأمين العام، الرفيق بشار الأسد، بخصوص المتغيرات الجذرية التي سوف تسير وفقها الانتخابات البعثية القادمة، والتي من المأمول والمرتجى أن تأتي بقيادات جديدة تتولى قيادة العمل الحزبي للمرحلة القادمة، على مستوى الشعب والفروع في المخافظات واللجنة المركزية والقيادة المركزية.
“البعث” استطلعت آراء بعض المعنيين ممن لهم امتداداتهم في الشارع الطرطوسي لسماع وجهة نظرهم فيما جرى، والاستحقاق الانتخابي داخل البيت البعثي الذي سيتبعه بلا شك لاحقاً مختلف المفاصل التنفيذية والإدارية وغيرها.
أفضل من التعيين
سعد الله جوهرة نقيب مهندسي طرطوس الزراعيين أكد أن الاتجاه نحو الانتخابات بدلاً من التعيين خطوة إيحابية ومهمة لكن علينا توفير مقومات نجاحها منعاً للخطأ، فالمرحلة حساسة وحرجة ونحن بأمس الحاجة لاختيار قادتنا من البعثيين المشهود لهم، وعلى الهيئة الناخبة المستقلة التي سيتم تشكيلها لتشرف على الانتخابات القادمة أن تمتلك الصلاحيات الكافية التي تؤهلها لاتخاذ القرار في الوقت والسرعة المناسبة للبت بكل الحالات والمستجدات الطارئة.
وأبدى جوهرة بعض المخاوف من التأثيرات التي اعتدنا حصولها وتمنى تكريس الانتخابات الحزبية لتصبح سلوكا مستداماً، وقال: بكل الأحوال علينا انتظار التعليمات الانتخابية لمعرفة التفاصيل التي يفترض أنها تبين وتحدد بدقة من هم الرفاق الذين يحق لهم الترشح، ومن هم الرفاق الذين يجوز اعتبارهم أعضاء في مؤتمر الشعبة والفرع، وهل ستطال العملية الانتخابية الفرق الحزبية، وفيما إذا كانت الانتخابات ستتم بوجود القيادات على اختلاف مستوياتها على رأس عملها ابتداء من الفرقة الحزبية منعاً للتدخل والمحسوبيات، لكن الأكيد أن الانتخابات تبقى المظلة الأكثر أماناً والأقل أخطاء من التعيين، وهذا ما أشار له الرفيق الأمين العام أثناء ترؤسه اجتماع اللجنة المركزية الأخير.
البداية من القواعد
نقيب أطباء طرطوس، الدكتور يوسف مصطفى، اعتبر أن اجتماع اللجنة المركزية خطوة مهمة في طريق النهوض بسورية بكل مؤسساتها العاملة والحزبية منها، وعلى رأسها حزب البعث العربي الاشتراكي بما يحمله من إرث، لذلك كان من الأولى أن يبدأ العمل من مؤسسة الحزب، وأن تبدأ الانتخابات الحزبية من القواعد لاختيار صاحب الكفاءة والقدرة على العمل والشخصية القيادية، مشيراً إلى أن الانتخابات تُشكل حراكاً مهماً بين البعثيين وأن تبرز العلاقة فيما بينهم فائدة كل عضو في الحزب وأهميته في بناء الدولة والمجتمع.
وقد تكون البدايات صعبة وتحمل بعض الأخطاء لكن في النهاية ستستقيم العملية الانتخابية وستحقق الغاية المنشودة منها، فسورية حالياً تمر بمرحلة صعبة ودقيقة وتحتاج لكل فرد في المناقشات والطروحات وإعطاء الرأي يساهم في إطلاقة جديدة ومفيدة
لا رقيب إلا الضمير
وأشاد الرفيق مصطفى سلامة، أمين الشعبة الاقتصادية بطرطوس، بالإحاطة المتقدمة في الفكر والتنظيم التي قدمها الرفيق الأمين العام للحزب، وقال إن الانتخاب تعريفاً هو الإنتقاء والاختيار، ويكون الاختيار سليماً عندما يكون الناخب يجسد حالة الانتماء للمؤسسة روحاً وفكراً لإنجاح عملها من خلال اختيار رفاق أكفاء يتمتعون بالخبرة التي تعزز روح المبادرة والتطوير ويكون هذا الاختيار بعيداً عن الشخصنة والمحسوبية والأمراض الاجتماعية من خلال تقديم مصلحة المؤسسة على مصلحة الشخص وتفعيل حالة الوعي الحقيقي لأهمية الكادر المنتخب في الغرفة السرية حيث لا رقيب أو تأثير إلا تأثير الضمير.
ولفت سلامة إلى أن الآلية المقترحة لانتخابات اللجنة المركزية الموسعة تحقق في جزء كبير منها هذه الحالة من خلال اعتماد آلية الانتخابات على مرحلتين ومن المتوقع في ضوء حالة الوعي لدى الكادر البعثي أن تنتج قيادات بعثية تجسد حالة الانتماء للوطن.
النقد والنقد الذاتي
رئيس اتحاد فلاحي طرطوس، فؤاد علوش، أكد أن جماهير الحزب إن أرادت أن تأتي بأشخاص ورفاق ذوي كفاءة عالية وقيادات جديدة فعليها الابتعاد عن المحسوبيات والأمراض الاجتماعية والالتزام بمبادئ ودستور الحزب والتفاني بالعمل ومضاعفة الجهد لتلافي التقصير وممارسة النقد والنقد الذاتي لأنه يفتح الباب أمام الحزب للتطوير والنمو، مشيراً إلى وجوب أن يتحمل البعثيون مسؤولياتهم ليكونوا أكثر ثقة بحاضرهم ومستقبلهم، فهم اليوم أمام مسؤولية كبيرة في الحفاظ على منجزات الحزب بالممارسات الصحية في جميع الاستحقاقات الانتخابية وغير الانتخابية.