الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تختتم عام 2023 برسالة إلى فلسطين بقيادة باغبودريان
ملده شويكاني
” فلسطين اليوم جريحة، ونحن نتضامن معها ونعيش الميلاد مع إخوتنا في فلسطين بمقطوعة إلى بيت لحم”، هذا ما قاله المايسترو ميساك باغبودريان في أمسية اختتام عام 2023 بأمسية ميلادية، قدمتها الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادته على مسرح الأوبرا، بمشاركة كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا، بحضور رسمي وجماهيري.
وقد اتسمت بمسحة حزن إذ اختزل المايسترو باغبودريان كل الأحداث المأساوية التي حدثت في عام 2023 ابتداء من الزلزال الذي جعل كثيرين يفقدون استقرارهم وأمنهم ومنازلهم وأحبتهم، إلى شهداء سورية إثر الهجوم الإرهابي على الكلية الحربية، إلى حرب غزة والمجازر التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وهو صامد يقاوم العدو الصهيوني الغاشم، فاختار مقطوعات تعكس واقع ماحدث بمشاركة خاصة لآلة الأورغن مع العازف أغيد منصور.
- المحاورة مع الكلافيسان
وقد نوّع بالبرنامج بين الكونشيرتو والحوارية والمتتالية والمقطوعات الغنائية الموسيقية، فبدأت الأمسية بكونشيرتو” غروسو” سلم صول مينور –مصنف 6 رقم 8، كونشيرتو ليلة الميلاد للمؤلف آركانجيلو كوريللي، والمؤلف من سبع حركات، ضمنها حركة لارغو ريفية، بمشاركة أربعة عازفين شكّلوا نواة العزف الأساسية بالتحاور مع الوتريات التي كان لها الدور الكبير بالكونشيرتو، وهم رزان قصار –كمان- غطفان ادناوي كمان- ومحمد نامق –تشيللو- والملفت عزف المايسترو ميساك باغبودريان على آلة الكلافيسان الشبيهة بالبيانو، فمضت الألحان مع العازفين الأربعة ضمن تشكيلة الوتريات، وتميزت كل الحركات لاسيما الحركة الثالثة حركة بطيئة –سريعة- بطيئة- التي بُنيت على انتقال من الحركة البطيئة إلى السريعة ومن ثم العودة إلى البطيئة، بدور الكلافيسان مع الثلاثي بالامتدادات اللحنية وبالتكثيف الموسيقي إلى القفلة الهادئة.
- الأورغن والشهداء
وبعد الكونشيرتو أهدى باغبودريان كل الأشخاص الذين عاشوا نكبة الزلزال ولأرواح كل الشهداء، شهداء الكلية الحربية وشهداء غزة مقطوعة البينوني – جازوتتو –أداجيو لآلة الأورغن والوتريات –سلم صول مينور بمشاركة عازف الأورغن أغيد منصور.
فبدأت بلحن حزين مع نغمات الأورغن ومن ثم المحاورة بين الأورغن والوتريات تخللها صولو كمان مع الأورغن، ومن ثم يتصاعد اللحن بوقفات حادة للأورغن بدرجة صوت مرتفعة لتمضي الألحان مع الوتريات.
- مقطوعات درامية
في القسم الثاني من الأمسية تكتمل تشكيلة الفرقة بانضمام النحاسيات والإيقاعيات والطبل الكبير والصنجات وآلات النفخ الخشبية التي كان لها حضور مميز في بقية المقطوعات، إضافة إلى حضور الهارب.
فعزفت الفرقة المتتالية رقم 2- الأرليزيانية للمؤلف جورج بيزيه، والمؤلفة من حركة ريفية ومقطوعتين دراميتين صغيرتين ” إنتر ميتزو و ميونيتتو، لتنتهي برقصة فاراندول من الرقصات القديمة، فتميزت ألحان الحركة الدرامية الأولى ” إنترميتزو” بدور النحاسيات ضمن تشكيلة الفرقة مع الباصون وآلات النفخ الخشبية، وتابعت الحركة الثانية ميونيتتو ألحانها وقد تخللتها ثنائية الفلوت والهارب، وزاد من تأثير موسيقا فاراندول المؤثرات الإيقاعية وتصاعد الضربات الإيقاعية مع النحاسيات والطبل الكبير والصنجات.
- بيت لحم والنحاسيات
والجميل بالأمسية انضمام كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقا مع الفرقة بغناء مقطوعتين وفق تقنيات الغناء الكلاسيكي وتوزيع الأصوات وبالتناوب بين الذكور والإناث، فغنى الكورال مقطوعة إلى بيت لحم للمؤلف جوزيف شنايل والتي تسرد حكاية الميلاد بتفاصيله وتفاصيل المغارة، ” لنذهب إلى بيت لحم، إلى مريم والطفل الموجود بالمغارة” بمشاركة الفرقة بالعزف.
- فادي جبيلي والتشيليستا
واختُتمت الأمسية بقليل من الفرح -كما ذكر باغبودريان- بأغنيات الميلاد والأجراس بمقطوعة أجراس كسارة البندق للمؤلف المعروف لجمهور الأوبرا تشايكوفسكي، المأخوذة من باليه كسارة البندق بمشاركة العازف فادي جبيلي الذي عزف على آلة التشيليستا مع دور آلات النفخ الخشبية والنحاسيات بدور خاص للبوق مع تأثير الإيقاعيات اللحنية، بتقطيع وتركيب جميل جداً، إذ تمت إضافة مقاطع ميلادية من قبل بيردويل مثل” ليلة عيد” إضافة إلى مقاطع من الباليه تم تركيب كلمات على ألحانها، غناها الكورال بشكل جميل جداً استحوذ على إعجاب الجمهور.