ثقافةصحيفة البعث

مَرثيّة من أرجوان لـ”جائزة الجولان للإبداع الأدبي”

القنيطرة – محمد غالب حسين

عندما اُستحْدِثَتْ “جائزة الجولان للإبداع الأدبي” كان الهدف منها الثراء الثقافي والفكري والمعرفي للمحافظة من خلال تشجيع المبدعين بمجالات الشعر والقصة والراوية والمسرح من غير المنتسبين لاتحاد الكتاب العرب، والتعريف بهم ونشر إنتاجهم وتكريمهم شكراً وعرفاناً وريادة وتفوقاً.

واليوم، أنعي هذه الجائزة التي أضحتْ مخصصة لأشخاص محددين بعينهم ولأبنائهم وأقاربهم بعد أن كانت منارة إبداعية، شعّ نورها الأدبي على ربوع الوطن كله عندما فاز بها أدباء ومبدعون وشعراء من اللاذقية والحسكة ودمشق وطرطوس وحلب وريف دمشق وغيرها من المحافظات، لكن عندما يصبح سدنة الثقافة أميين تنتحر الثقافة، وتصاب باليباس والجفاف والعفونة، لأن من خُلق ليزحف لايطير!.

أرثي الجائزة بعد إلغاء جائزة الشعر منها هذا العام، والاكتفاء بالقصة القصيرة ليفوز بها أيضاً أولئك وأولادهم بالمراكز الأولى، ولا نستغرب ذلك، فقد فازت، يوماً، طالبة في الصف الحادي عشر، لم تتمكّن بعد من تلافي الأخطاء الإملائية بجائزة القصة!.

وما أدراك ما القصة، وما كتابة القصة؟؟.. إنها السهل الممتنع أدبياً وفنياً، ناهيك عن تقنيات القصّ والرّوي، والحدث الرئيس الذي يتوهج قضايا فرعية مترابطة عبر أدوات تعبيرية منتظمة، وبراعة لغوية وصور بيانية وتفاصيل مثيرة ومشوقة، وترتيب آسر لأحداث القصّة، ومدى تطورها مشهدياً وسلوكياً، ومتابعة سيرورة شخوص القصة نفسياً واجتماعياً وزمنياً.

كما انحرفت الجائزة عن مسارها الأدبي عندما تغاضى المعنيون عن شروطها، وضربوا بعرض الحائط بأهدافها، فألغوا جائزة المسرح والرواية، وتناسوا شرط القصيدة العمودية، وبدأوا بقبول شعر التفعيلة، وقصيدة النثر، والكلام المرسل المسجوع والشعر باللغة المحكية، نظراً لقلة المشاركين بعد تدني مستوى الجائزة إبداعياً وأدبياً وتنظيمياً.

أما الطامة الكبرى والجريرة التي لا تغتفر البتة، ولا تبرر أبداً، فتتمثّل بإشراك جمعيات خاصّة في الإشراف على الجائزة، حتى غدت تؤثر في نتائجها بالتواطؤ مع المعنيين الذين يوجّهون لجنة التحكيم، لفوز هذه القصيدة، وتحجيم هاتيك القصة، ورفع درجات وتخفيض علامات لتحقيق المآرب والغايات.

وقد تدنّت المشاركات بالجائزة بعد تدني مستواها التنظيمي والتحكيمي بينما كانت، يوماً، المشاركات بالمئات ومن جميع المحافظات.

وآخر القول.. إن “جائزة الجولان للإبداع الأدبي” لن تموت، بل ستزهر من جديد إبداعاً عندما ينقشع ظلام الأميين الذين تسللوا إلى مواقع لا يستحقونها.