2023 .. انتصار الواقع على الأكاذيب الغربية
تقرير إخباري
بحسب مراقبين، يمكن اعتبار عام 2023 بأنه عام كل الحقائق، العام الذي انتصر فيه الواقع على الأكاذيب والخرافات التي ترويها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية حول ما يجري في فلسطين المحتلة وأوكرانيا وسورية، وكافة البؤر التي تعمها الحروب والصراعات والاضطرابات المفتعلة. إنه عام سيادة الحقائق على الرغم من كل الأهوال التي شهدها العالم في هذا العام الذي يوشك على الانتهاء، وعلى وجه الخصوص الزلازل المدمرة والأعاصير والفيضانات التي تعرضت لها مناطق عدة في العالم، بالإضافة إلى الاضطرابات والحروب المستمرة.
لقد فشلت وسائل الإعلام الغربية في تعمية الحقيقة حول المواضيع الثلاثة التي تم تناولها، وهي فلسطين، روسيا/أوكرانيا، والصين، حيث أثبتت إلى أي مدى كانت الخرافات الرسمية ثمرة الخيال الغامر لبعض الاستراتيجيين الغربيين وخاصة الأمريكيين. ففي أوائل 2023، كانت قضية فلسطين المحتلة غائبة عن وسائل الإعلام الغربية، التي لم يتطرق محللوها على الإطلاق إلى مسالة “حل الدولتين”، ولم يتحدثوا عن حقوق الشعب الفلسطيني المسلوبة ولا عن استمرار مصادرة واستعمار الأراضي الفلسطينية المحتلة بخطوات كبيرة، في حين يفرض الكيان الإسرائيلي قانونه على المنطقة وفق التوجيهات القادمة من واشنطن، التي تقدم دعماً لا محدود وغير مشروط لهذا الكيان المحتل.
وبالوصول إلى تاريخ 7 تشرين الأول، تغير كل شيء وسقط القناع عن كل شيء، ليتضح لمن لا يعلم أو أنه يتجاهل، أن واشطن هي التي تدير المجزرة، وباتت الطبيعة الاستعمارية والعنصرية والإرهابية للنظام الإسرائيلي مكشوفة ليراها الجميع.
أما السلطات في إقليم كيبيك- كندا، على سبيل المثال، فقد اعتبر أحد المحللين من هذا الإقليم، أن رفض السلطات باستمرار دعم وقف إطلاق النار، أمر مخز للغاية، بينما تدعمه أحزاب المعارضة الثلاثة، مضيفاً أن أسلاف رئيس الوزراء الحالي، بما فيهم رينيه ليفيسك وجاك باريزو، سوف يتقلبون في قبورهم.
ويعتبر أن المفاجآت جاءت من اليمن، حيث جرت أهم وأكبر مظاهرات التضامن مع الشعب الفلسطيني، لتصبح لاعباً مهماً من خلال اعتراض وحجز السفن الإسرائيلية العابرة للبحر الأحمر عبر مضيق باب المندب، لدرجة أنها دفعت واشنطن إلى تشكيل تحالف من الدول الإمبريالية المعتادة لمواجهتها.
وبالعودة إلى أوائل عام 2023، وفي خضم العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، يتم الإعلان بصوت عالٍ عن هجوم أوكراني مضاد، ويعلن زيلينسكي في القمة بعد أن حصل على لقب شخصية العام في مجلة “تايم”، أن الاقتصاد الروسي سيكون في حالة يرثى لها، تماماً كما روجت وسائل الإعلام الغربية، ولكن ما حصل هو العكس في نهاية 2023 تماماً حيث فشل الهجوم المضاد الذي كان عبارة عن خدعة جعلت زيلينسكي يبدو وكأنه متسول لا يريد أحد رؤيته، بينما كان الاقتصاد الروسي يشهد نمواً وازدهاراً، في حين أن اقتصاد الدول الغربية بات مثقلاً بالتضخم المتسارع والإضرابات الكبرى. وكان من بين أهداف العملية الروسية في أوكرانيا القضاء على النازية، وهو ما اعتبره الغرب جنوناً، لكن كندا كشفت عن نواياها من خلال التصفيق الحار للمتعاون النازي الأوكراني السابق.
وفي أوائل عام 2023، تستهدف كندا الصين وتطلق دراما نفسية حول الأمور التالية: زعمت السلطات الكندية أن الصين تدخلت في الانتخابات الكندية، وادعت بأن مراكز خدمة المجتمع الصينية كانت في الواقع “مراكز شرطة”. لذلك كان لدى كندا والولايات المتحدة إستراتيجية جديدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ “لاحتواء الصين”، تتضمن خمسة أهداف: تعزيز السلام والقدرة على الصمود والأمن، توسيع التجارة والاستثمار ومرونة سلسلة التوريد، تعزيز وترسيخ الروابط بين شعوب المحيطين، وبناء مستقبل مستدام وأخضر، واعتبار كندا كشريك نشط وملتزم في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وفي نهاية 2023، لم يتم تقديم أي دليل على هذه المزاعم ، ولم تعقد أي جلسة استماع عامة، حول “مراكز الشرطة”، حيث لم يتوفر أي دليل، بل هناك فقط همسات من أجهزة المخابرات. بينما تم رفع دعوى قضائية بمليون دولار ضد شرطة الخيالة الملكية الكندية رفعتها مراكز خدمة المجتمع الصينية، وبالتالي ولدت إستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ ميتة، بحسب المحلل الكندي.
هيفاء علي