كتاب تحت المجهر: قضايا فكرية وسياسية تمتد على الساحات الوطنية والاقليمية والدولية

وضم الفصل الأول دراسة بحثية عن المشروع الوطني الفلسطيني وراهنية البرنامج المرحلي، حيث وضعت الدراسة الصراع مع الاحتلال في سياقه الصحيح، ما مكنها من تقديم أجوبة موضوعية على الأسئلة التي تدور حول هذه القضية وأبرزها: هل مازال البرنامج الوطني المرحلي هو التعبير الراهن عن المشروع الوطني؟ وهل البرنامج المرحلي هو الذي مازال يخاطب جميع الفلسطينيين، مستجيبا للمصلحة الوطنية العامة ولمصالحهم الخاصة في آن معاً؟ وكيف يمكن أن نعزّز راهنية البرنامج المرحلي وصولاً إلى رد الإعتبار إليه بعد أن جرى انتهاكه على يد بعض من كان قد ساهم في بلورته؟

وتختم الدراسة بالتأكيد على دينامية البرنامج المرحلي مستمدة من مقاومة الشعب بكل الأشكال والأساليب المتاحة وبدون هذه المقاومة أو بضعفها وتراجع وتيرتها يذوي البرنامج المرحلي أسوة بغيره من البرامج. هذا هو التحدي الحقيقي الذي تقف أمامه الحركة الوطنية الفلسطينية الذي لا يثمر نتائج إلّا عندما نكون بمستواه، والأفضل والأجدى هو أن نصل اليه موحدين.

وعرض الفصل الثاني لانتخابات “الكنيست الإسرائيلي” وقراءة في نتائجها، مسلطاً الضوء على التحولات المتسارعة في البنية الاجتماعية والحزبية الصهيونية بتعبيراتها السياسية وانزياحها المضطرد نحو اليمين والعنصرية، وصولاً الى الفاشية ممثلاً بصعود أحزاب الصهيونية الدينية المتطرّفة التي فرضت نفسها شريكاً مع نتنياهو في الحكم.

أما الفصل الثالث فقد جاء تحت عنوان “موضوعات في الوضع السياسي الراهن”، ويعرض للأوضاع الفلسطينية مع تصعيد الاحتلال لاجراءاتها التوسعية والعدوانية، ويرصد تأثير التطورات الأقليمية والدولية على مجرى الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويخلص إلى إبراز المهام الواجب  النهوض بها، كما تطرح نفسها على أجندة الحركة الوطنية الفلسطينية.

وجاء عنوان الفصل الرابع بعنوان اتفاقات ابراهام ومعضلة اندماج “إسرائيل” في المنطقة، ويتناول مسار التطبيع العربي الرسمي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وتوضح الدراسة أن التوقيع على اتفاقات ابراهام شكلت خروجا صريحا على مبادرة السلام العربية، وتخلص إلى أن معضلة “إسرائيل” تكمن في بنية وطبيعة الكيان الذي أنشاته والذي قام على فرض عناصر القوة والغلبة والإكراه واغتصاب حقوق الفلسطينيين وحقوق الدول العربية المجاورة، وهو ما يحول دون قبوله واندماجه في المنظومة الاقليمية.

وضم الفصل الخامس دراستين بقلم المفكر والباحث الفلسطيني داوود تلحمي تناولت الأولى التحديات التي تواجهها قوى اليسار، مع بدء عشرينيات القرن العشرين في ظل تفشي ظواهر التطرف الديني في مناطق مختلفة من العالم، وتشير إلى النجاحات والاخفاقات التي حكمت مسار تطور قوى اليسار في أمريكا اللاتينية، كما تفرد محورا خاصا بأوضاع العالم العربي ومحيطه، وتلقي الدراسة الثانية الضوء على قوى اليسار في أمريكا اللاتينية حتى أوائل عام 2023.

ويستعرض الفصل السادس أبرز المحطات التي مرت بها الحرب الباردة 1947-1991 ويحلل أهم وقائعها، ويشير في الختام إلى أن الولايات المتحدة بعد أن رسمت تفوقها في معادلة القطبية الثنائية في السنوات الاخيرة للحرب الباردة انتقلت الى القطبية الاحادية في تزعمها للنظام العالمي الجديد الذي سرعان ما تبين أنه عالم يمر بالنزاعات والحروب كما كان عالم الحرب الباردة، إن لم يكن أكثر.

تحت المجهر هو الكتاب رقم 44 في سلسلة (الطريق الى الاستقلال) إحدى السلاسل التي دأب على اصدارها المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات منذ تسعينيات القرن العشرين ،

ويشكل إضافة مفيدة تضع امام القارىء والباحث معا وجبة معرفية اضافية لما يحويه من دراسات محكمة وتقارير .