ثقافةصحيفة البعث

التراث العراقي ومنتجات جمعية وئام لأول مرة مع “لمة أمل”

لم تكن الأعمال الصوفية الملونة من صنع سيدات مؤسسة دعم فقط، إذ شاركت فتيات جمعية وئام للكفيفات لأول مرة بعرض منتجاتهن الصوفية الموحية بإحساسهن الدافىء في المعرض السنوي لمبادرة “لمة أمل” التابعة لمؤسسة دعم، بإشراف رحاب الخوجا، احتفاء بأعياد المرأة في آذار في المركز الثقافي العربي “أبو رمانة”، بالتعاون مع ذوي الاحتياجات الخاصة. وقد حفل المعرض بتنوع واضح بالمعروضات التي شدت انتباه الزائرين، لاسيما أعمال الزينة النسائية بالخرز والأحجار، وتصنيع نماذج مختلفة من الاكسسوارات، إضافة إلى أعمال الصوف، والكروشيه، وفن التدوير، وتصنيع أواني المائدة من الفسيفساء الزجاجي، بمشاركة الفنانة نجوى الشريف، والحروفيات على الفناجين والفخاريات الصغيرة، كما عرضت رحاب الخوجا مجموعة متنوعة من الأقمشة الدمشقية. أما الجديد بالمعرض فكان تصنيع العطورات والغذائيات، مع أنواع مختلفة من قطع الشوكولا المحفوظة بطريقة فنية بأوراق وشرائط ملونة، والمشاركة من جميع الأعمار من قبل الفتيات الشابات إلى السيدات اللواتي تجاوزن ستين عاماً، ما أوجد تآلفاً بين الأجيال لتوارث الأعمال اليدوية.

التراث العراقي والمرايا

وأوضحت منال صبري التي تشارك لأول مرة بالتطريز على الساتان الذي يعد فناً غير منتشر لصعوبته ودقة تصنيعه، تطريز قياسات مختلفة من خيوط الساتان بإبر خاصة، وقد اختارت خلفية القماش من المخمل والخيش للوحات الصغيرة، ومن قماش الأوركنزا لتزيينات صينية الضيافة والطاولات الصغيرة، أما عن تشكيلات الرسومات فأشارت إلى أنها تحفظ الرسمة من الأنترنت، وتضيف إليها من وحي خيالها.

وأعربت صفا الرفاعي، نائبة جمعية وئام للكفيفات، عن سعادتها بحضور الجمعية لأول مرة بالمعرض بعد مشاركات بسيطة في معارض سابقة، وتحدثت عن الجمعية التي تعتني بالفتيات الكفيفات بتأهيلهن بدورات التدريب المهني للكروشيه والصوف والخياطة لضعيفات البصر، إضافة إلى الدورات العلمية واللغة الانكليزية، وبيّنت أن الكفيفات تعلمن على مبدأ عد القطبة لإنجاز قطعة الصوف ذات الرسومات البسيطة، وتتنوع المنتجات مع مدربة خاصة، ووجهت دعوة للجميع لدعم وتشجيع الكفيفات، وزيارة السوق الدائم لهن في مقر الجمعية، فبيع القطع يعزز الثقة، ويدفع الفتيات الكفيفات للإقبال على العمل بشغف، ويكفي شعور كل واحدة بأنها تنتج وهي جزء من المجتمع، وأثنت على هذا المعرض الذي عمل على دمج الكفيفات بالمجتمع.

الشابة مرام الرواس، التي شاركت بتصنيع نماذج مختلفة من الاكسسوارات من الكريستال واللولو، نوّهت إلى أهمية العمل اليدوي الذي تشتغل عليه السيدات بكل حب، وأغلبهن لا تجدن أمكنة لعرض منتجاتهن، فهذا المعرض فرصة لدعم السيدات بالمردود المادي ولو كان بسيطاً، وأشادت بالتواصل بين الأجيال لإغناء الأفكار بكل المجالات، وخاصة بالاكسسوارات، وعقبت على التنوع الكبير بالكروشيه لثياب الأطفال، والشالات، ومستلزمات المطبخ.

ولفتت مشاركة العراقية ذكرى السامري بصنع إطارات من الكروشيه للمرايا مستوحاة من التراث العراقي، وتابعت اتحاد الحمصي عن تصنيع الحقائب والأساور المصنوعة من الخرز، واختيارها الألوان المشرقة.

كما تحدثت رحاب الخوجا، المشرفة على المعرض، عن مشروع دعم للخياطة لدعم أسر الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري، وأن المرأة السورية امرأة عظيمة تحدت الحرب وواجهتها بشجاعة وصبر، فمن واجبنا أن ندعم المرأة التي تعمل في منزلها لتساهم في احتياجات الأسرة.

التشجيع بالشراء

ورغم أن المعرض شهد إقبالاً من الزائرين، إلا أن بيع المنتجات كان قليلاً، مع أن الأسعار أقل من الأسواق، كما ذكرت سيدات دعم في ختام أيام المعرض الذي امتد على مدى أسبوع، ووزارة الثقافة- مديرية ثقافة دمشق- عملت على تأمين المكان والدعم، نتمنى تضافر الجهود من قبل الزائرين، وشركات القطاع الخاص، والوزارات للمساهمة بالشراء، ودعم الأسر، وتمكين المرأة بتشجيعها على المتابعة والاستمرار بالأعمال اليدوية.

 

ملده شويكاني