“النقل الداخلي” تدعي العجز عن التغطية بسبب النقص.. وتستحدث خطوطاً جديدة
دمشق- رحاب رجب
لا شكّ أن الحديث عن الشركة العامة للنقل الداخلي حديث ذو شجون، بالنظر إلى تاريخها العريق ضمن شركات القطاع العام، فقد كانت الشركة واحدة من الشركات الرابحة، شأنها شأن غيرها من شركات هذا القطاع، على أن فترة طويلة من الإدارة السيئة للشركة، وتفشي الفساد في شرايينها، أدّت إلى وقوعها في خسائر متتالية، حيث تراكمت أعداد الباصات الخارجة عن الخدمة لعدم وجود رغبة حقيقية في إصلاحها، مع العلم أن الشركة تمتلك قسم صيانة خاصاً بها في مقرها.
ومن يدخل إلى مقر الشركة تقع عينه على عشرات الباصات المتوقفة عن العمل، سواء من الباصات القديمة نسبياً أم من الباصات الحديثة التي جاءت عبر المنحة الصينية. ولكن جولة صغيرة في أحياء دمشق ربما تعطي انطباعاً عاماً بأن باصات الشركة العامة للنقل الداخلي هي آخر العاملين على الخطوط، حيث تقع الأعين على عدد لا بأس به من أسماء الشركات الخاصة التي احتلت خطوطاً رئيسية في العاصمة، بينما لا تكاد ترى باصات الشركة إلا في خطوط معينة أو عاملة تحت عنوان مهمّة لموظفي وزارات ومديريات الدولة، وبعد ذلك تختفي هذه الباصات لتسيطر على المشهد باصات الشركات الخاصة، بما يوحي بأن هناك عملاً ممنهجاً لإخلاء الخطوط لمصلحة الشركات الخاصة أو بيعها، كما أكد أحد السائقين الذين سألناهم، وعندما علم طبيعة عملنا تحفّظ على الحديث وطلب عدم نقله إلى الإعلام!.
وفي سؤال لـ”البعث” حول واقع الشركة العامة للنقل الداخلي في محافظتي دمشق وريفها حالياً والجديد في عملها، وخاصة في فترة الامتحانات، أكد مدير الشركة محمد أبو رشيد، أن الشركة ستتخذ خطة عمل خلال الامتحانات لتأمين نقل طلاب المدارس والجامعات، حيث سيتمّ تكثيف الباصات خلال الفترة المحدّدة وخاصة للمناطق التي تتطلب ذلك، سواء في الريف أو المدينة، وذلك في إطار تأمين وصول الطلبة لامتحاناتهم بكل يسر وسهولة.
ولفت أبو رشيد إلى أن الشركة خصّصت خلال الفترة الماضية ٥ باصات لتخديم طلبة الجامعات والمعاهد، وأنها ستستمر بعملها خلال فترة عطلة الأعياد.
وأضاف: ستتمّ مع العام الجديد دراسة إمكانية إحداث عدد من الخطوط الجديدة، مشيراّ إلى أنه سيتمّ خلال الخطة الاستثمارية للعام القادم رصد ميزانية لإصلاح ١٠ باصات للشركة، إضافة إلى تنفيذ العديد من الأعمال المهمة التي ستنهض بواقع عمل الشركة، وسيتمّ الإعلان عنها بعد اعتماد الخطة.
وكان أبو رشيد في حديث سابق له مع “البعث” أكد أن عدد الباصات العاملة لدى الشركة لا يتجاوز 110 باصات يتمّ من خلالها تأمين الحدّ الأدنى من التغطية على مختلف الخطوط، وأنها عاجزة في الوقت الحالي عن تأمين تغطية أفضل في ظل وجود عدد من الباصات المتوقفة بسبب الصيانة.
ولكن هناك الكثير من علامات الاستفهام التي يمكن أن تطرح حول عمل الشركة، وخاصة الغياب الواضح عن تغطية بعض الخطوط لتحلّ محلها شركات خاصة تفرض تعرفتها على الركاب في ظل غياب الرقابة، الأمر الذي يشي بوجود توجه غير معلن نحو الخصخصة؟!