التشكيلي نايف خضر: أتنقل بين المدارس لأخدم فكرتي وأوصلها إلى المتلقي
هويدا محمد مصطفى
تتميّز لوحات الفنان التشكيلي نايف خضر بمسحة تعبيرية اختزالية تعكس نوعاً من العفوية في خطوات تقنية تميزت بالتعبير عن حالاته الانفعالية، ولتبقى اللوحة مساحة لونية تنقل المشاهد من التأمل إلى التأويل والوصول إلى رؤية فنية مبتكرة.. وللتعريف أكثر بعالم الفنان التشكيلي نايف خضر كان لنا معه هذا الحوار..
اللوحة التي يرسمها الفنان التشكيلي نايف خضر، هل هي بداية التعريف للمتلقي؟.
طبعاً اللوحة هي مرآة الفنان وانعكاس داخلي، وهي رسالة للآخرين، البعض تصله واضحه وهم قلّة قليلة من الفنانين والنقاد وأصحاب الخبرة، والبعض الآخر يفسّرها حسب فهمه وثقافته.
تتميز أعمالك بالجرأة ولاسيّما عندما ترسم المرأة، ماذا تحدثنا عن ذلك؟.
أعمالي تطفو عليها الجرأة كما يسميها الجميع، وهذه ليست جرأة بل تعبير حقيقي عن ماهية الحياة، وترتبط ارتباطاً مباشراً بالمرأة، رسمتها كما يجب أن تكون، لأن لهذا دلالات على الحياة والانبعاث، بالإضافة لجمال تكوين الأنثى، ويرتبط بهذا مباشرة الموسيقا، ونادراً ما تخلو أعمالي من أنثى أو آلة موسيقية، لأني أعدّ الموسيقا حياةً وانبعاثاً كما المرأة.
ما المدرسة التي تنتمي إليها وبمن تأثرت؟.
لا توجد عندي مدرسة محدّدة، لأنني أرسم فكرة، ولا أصوّر للواقع، ولكل فكرة خصوصيتها، ما يجعلني أتنقل بين مدارس فنية عدّة لأخدم فكرتي وأصل بها إلى المتلقي، لكن بشكل عام أنتمي للمدرسة الواقعية التعبيرية، كما رسمت بعض اللوحات السوريالية، بالإضافة إلى الرسم بقلم الفحم والرصاص الذي يستهويني جداً، أمّا بالنّسبة للفنانين الذين تأثرت بهم، فلا يوجد فنّان محدّد، لكن هناك خصوصية محبّبة لي مثل لوحات “سلفادور دالي” السوريالي.
ما أهمية اللون بالنسبة للوحة، وما أكثر الألوان استخداماً لأعمالك؟.
اللون عنصر أساسي في اللوحة، ويلعب دوراً مهماً في تشكيلها، وخصوصاً في كيفية التحكم بالدرجات اللونية والظل والنور، واستخدام الألوان الحارة والباردة، وفي لوحاتي الأخيرة دمجت الألوان الحارة والباردة معاً لخلق الانسجام بين الألوان، وهذا شيء غريب بعض الشيء وفيه الكثير من الصعوبة، وقد لاقت استحساناً من قبل المتلقين وأصدقائي الفنانين، ما يجعلني أتمادي بعض الشيء في استخدام هذا التكنيك في أعمالي القادمة.
ماذا تحدثنا عن الخط والدورات التي شاركت فيها لتعليم فن الخط والرسم معاً؟.
طبعاً قمت بتعليم تحسين الخط، وتعليم الرسم بمراكز فنية عدّة خاصة وبعض الدورات في المركز الثقافي العربي بطرطوس، وحالياً أقيم هذه الدورات في مرسمي، وهي موجّهة لكلّ الفئات والأعمار، ويسعدني أنني أستكشف الكثير من المواهب وخصوصاً في فئة الأطفال الدورات في المركز مستمرة على مدار السنة.
ما اللوحة التي أثرت فيك وما تزال تتأمل الأمل من خلالها؟.
لكلّ لوحة خصوصيتها في روح الفنان، وكل لوحة يراها بعينه وإحساسه وروحه ويعدّها قطعة منه، ولكلّ لوحة فكرة ما أو قصة ما، وجميع اللوحات بالنسبة إليه مهمة وعزيزة، لكن يبقى بعض الخصوصية لبعض اللوحات التي استمدّها من واقع ما أو حدث مهمّ في حياته.. فعلياً أنا لدي أكثر من لوحة أتمنى أن أراها محققة على أرض الواقع، وعلى سبيل المثال لا الحصر لوحة تعبيرية رسمتها عن وباء “كورونا” وصغتها بطريقة تفضح هذا الوباء ووصولاً إلى حل لتلك المشكلة المعضلة التي مرت فيها البشرية، وهناك لوحة أخرى سوريالية عن الفراق.
هل القصيدة تكتمل باللوحة أم العكس؟ وماذا أضافت لفنك التشكيلي؟.
القصيدة حكاية، واللوحة مرآة لتلك اللوحة القصيدة نسمعها، واللوحة التي نراها ونحسها والقصيدة تستوحى من اللوحة، والعكس صحيح، ومن وجه نظري هناك ترابط وثيق بينهما، وقد يخالفني البعض هنا، لكن لديّ بعض المحاولات لكتابة القصيدة أو بالأصح الومضة التي أرفقها مع لوحة لإيصال الفكرة إلى المتلقي بطريقة سلسلة وسهلة.
ما هي آخر أعمالك ومشاريعك الفنية؟.
هناك بعض الأعمال التعبيرية، لوحتي الأولى عن فضاءات الروح وارتباطها بالكون، استخدمت فيها الألوان الحارّة والباردة، واللوحة الثانية عن قصة الافتراق، أيضاً استخدمت التكنيك ذاته في الألوان، وهي تبوح بقصة حب انتهت بالفراق، لكن ما تزال مستمرة على الرغم من المسافات التي تفصل بين الطرفين.