ثقافةصحيفة البعث

من دمشق.. “الحرية الحمراء” تحية إلى فلسطين

ملده شويكاني

شكّلت الكوفية الفلسطينية وقبة الصخرة وشقائق النعمان وحمائم السلام والعلم العربي السوري سينوغرافيا مسرح دار الأوبرا بدمشق والخلفية السينمائية في مهرجان “الحرية الحمراء” الثاني، الذي أقيم على مدى يومين بالتعاون ما بين وزارة الثقافة وشركة “دريم آرت” للإنتاج الفني، وبمرافقة الأوركسترا بقيادة المايسترو عدنان فتح الله، وبمشاركة مطربين من لبنان وسورية وإيران، مع الكورال الذي كان له دور كبير بالغناء الجماعي بالفواصل وأثناء الغناء.

وخلال المهرجان الذي أخرجه عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور تامر العربيد، أطلق الجميع رسالة تعزيز المقاومة من دول المقاومة إلى كلّ العالم بمساندة الشعب الفلسطيني بتأثير الموسيقا والكلمة التي لا تقلّ عن البندقية في مواجهة العدو الصهيوني، فغنوا لفلسطين ودمشق نبض العروبة ولأرواح الشهداء وتضحيات الجيش العربي السوري. أما الأوركسترا، فتشكّلت من الوتريات والإيقاعيات والنحاسيات وآلات التخت الشرقي والأكورديون في أغلب الأغنيات والبيانو، مع الدور الخاص للطبل الكبير والتيمباني والناي، والجميل هو إبداع الأوركسترا السورية بعزف الموسيقا الإيرانية.

نداءات يا شام

في اليوم الأول من المهرجان، كرّمت الدكتورة لبانة مشوّح وزيرة الثقافة الفنان الكبير دريد لحام والفنانة نادين تقديراً لمسيرتهما الفنية، وفي اليوم الثاني من المهرجان، بدأت الأوركسترا بعزف النشيد العربي السوري على وقع الطبل الكبير، ومن ثم افتتح الفقرات الغنائية المطرب السوري خلدون حناوي، فغنى “ياشام ياشام- رح تبقي عشقي والهوى ياشام، مهما اجتمع واتكاتلو الظلام”، كما غنّى أغنية كاظم الساهر “كثر الحديث” فبدأ بالآهات بمرافقة آلات التخت الشرقي ومن ثم الأوركسترا، ليصل إلى: “قالوا: إنك تسهر معها؟ طبعاً طبعاً، قالوا: إنك تسكن معها؟ طبعاً طبعاً، عيناها بيتي وسريري، تمحو كل هموم حياتي”، لتأتي القفلة الحماسية بنداءات “يا شام بعد بغداد” بطبقة صوته المرتفعة وتدرجات مقامات صوته بالتناوب مع الكورال، فاستحوذ على إعجاب الجمهور. وبتأثير المتتالية الإيقاعية غنى” أنا سوري وأرضي عربية” بدور النحاسيات والمؤثرات الإيقاعية.

أغنية النصر بالفارسية

ومن سورية إلى إيران، قدّم المطرب الإيراني “غلام رضا صنعتكر” أغنيتين باللغة الفارسية، تميزتا بالألحان الجميلة للنحاسيات والمساحة الكبيرة للبيانو، بمرافقة عازف البيانو الإيراني “فربد يزدانفر”، وبالمؤثرات الإيقاعية في بداية الأغنية الأولى النصر.

الوتريات والبيانو

أما الأغنية الثانية، فكان فيها مساحة أكبر للامتدادات الوترية والبيانو، وغنى بمرافقة البيانو، ومن ثم غنى الكورال في الفواصل أغنية فيروز “سيف فليشهر”، بدور الطبل الكبير والتيمباني “الآن.. الآن وليس غداً، أجراس العودة فلتقرع”.

أحمد شوقي

أمّا المطرب صفوان العابد، فحيا الجمهور بأغنية “روحي بتبقى بتغني للشام”، ثم غنى من مفردات الموشحات بتفريدات الليالي “ياليل ياليل” على وقع آلات التخت الشرقي ثم الموال “وقلبي المفتون بشهبائها” ليغني قصيدة أحمد شوقي:

سلام من صبا بردى أرق

ودمع لا يكفكف يا دمشق

وأبدع بمتتالية الصوت بمفردة “يا دمشق” بالقفلة.

شدوا بعضكم

ومن أجمل ما غناه الكورال “شدوا بعضكم” من الفلكلور الفلسطيني التي غنّتها امرأة مسنة على اليوتيوب وانتشرت، وترافقت مع صورة امرأة مسنة ممسكة بقوة بشجرة الزيتون، دلالة على تمسّك الشعب الفلسطيني بأرضه، “شدوا بعضكم يا أهل فلسطين شدوا بعضكم” مع البيانو والأوركسترا.

الأغنية التفاعلية “يا محتل

المساحة الأكبر باحتفالية المهرجان كانت للمطرب اللبناني معين شريف، وأغنياته بالفنّ الملتزم المقاوم المتناغمة مع ألحان أغنياته الحيوية والحماسية، فحيا الجمهور بقوله “شدوا بعضكم” ثم بأغنية “سورية الله حاميها”، وتفاعل جمهور الأوبرا معه بكلّ أغنياته، لكن أغنية “لازم تعرف يا محتل” كان لها تأثير كبير على الجمهور بالتصفيق وبالوقوف والتلويح بأضواء الهواتف المحمولة عوضاً عن المشاعل “لازم تعرف يا محتل نحنا مين وإنتا مين، نحنا هيهات من الذل وإنتا للذل عناوين”، بدور الأكورديون والتيمباني والنحاسيات مع الأوركسترا.

أرض المسرى والقيامة

كما غنّى شريف “محكمة التاريخ” و”أصعب كلمة”، ليصل بعد ذلك إلى “شو بيشبهك تشرين”، والجميل أنه غيّر في كلمات أحد مقاطع الأغنية لتكون إهداء إلى فلسطين، يقول: “أرض العزة والكرامة، أرض النخوة والشهامة، أرض المسرى والقيامة، أرضك يا فلسطين”، منهياً وصلته بأغنية “بكتب اسمك يا بلادي”، واختتم الكورال الاحتفالية.

رسالة العدالة والجهاد

وعلى هامش المهرجان تحدثت “البعث” مع المطرب الإيراني “غلام رضا صنعتكر” في حديث خاص ترجمه سليم محمود زمرد، فأعرب عن سعادته بزيارته سورية والتعرّف عن قرب إلى الشعب السوري المعروف بكرم ضيافته وبحضارته العريقة، وتابع: “مشاركتي بالمهرجان إلى جانب مغنين من لبنان وسورية تعني لي الكثير، لإيصال رسالة العدالة إلى العالم من سورية التي تربطنا معها روابط أخوة ووحدة قلبية وإنسانية، وسنتابع رسالة الجهاد التي تربينا عليها حتى تحرير فلسطين، وندين بشدة ما يحدث في غزة”.