“الثقافة الرقمية” خطوة مهمة في مجال طب الأسنان
دمشق – حياة عيسى
التوجّه نحو التطور الرقمي والافتراضي خطوة مهمة جداً، بعد أن باتت الثقافة الرقمية حدثاً مهماً جداً في كافة المجالات، ولاسيما في المجال الطبي، وطب الأسنان أحد هذه المجالات نظراً لكونه مهنة مليئة بالتفاصيل وفيه الكثير من التجهيزات التي دخل على جزء كبير منها التقانة الرقمية، فطب الأسنان الرقمي يتحدث عن أي تقنية أو جهاز ممكن أن يحوي مكونات رقمية تكون بديلاً لتقنية أو جهاز سابق أو قديم تقليدي يعتمد على مكونات كهربائية أو ميكانيكية عادية.
عميد كلية طب الأسنان الدكتور خلدون درويش بيّن في حديث لـ “البعث” أن هناك محاولة لإدخال الثقافة الرقمية تدريجياً ضمن منهاج طب الأسنان، حيث قامت الكلية مؤخراً بتجهيز مخبر طب الأسنان الرقمي، وهو مخبر حديث تمّ تجهيزه بقاعة سيمينير ومجموعة تجهيزات لها علاقة بالتقنيات الرقمية كـماسح داخل فموي، وطابعة ثلاثية الأبعاد، وأجهزة خراطة؛ وتمّ تخصيص جلسة أسبوعية لطلاب الدراسات العليا لحضور جلسة تدريب على طب الأسنان الرقمي والتعرف على آلية عمل الأجهزة والبرمجيات المتعلقة فيها، وتمّ تشجيع طلاب الدراسات العليا باستلام أبحاث بطب الأسنان الرقمي وإنجازها بالمخبر، إضافة إلى إجراء دورات تدريبية ونشاطات لها علاقة بطب الأسنان الرقمي من خلال أطباء الأسنان الممارسين، وكذلك تمّ العمل على إدخال الثقافة الرقمية ضمن منهاج طب الأسنان لطلاب الدراسة الجامعية، ولاسيما بوجود مشروع لتعديل الخطة الدراسية بما يتناسب مع التطور الرقمي الحاصل عالمياً، مع تأكيده على التعاون مع الجامعات الخاصة لاستقبال طلاب الدراسات العليا للتعرف على مكونات المخبر الرقمي وآلية العمل فيه، وكذلك للاطلاع على التطبيقات المجهرية الحديثة.
كما أشار درويش خلال حديثه إلى أهم التطبيقات الرقمية التي يتمّ العمل عليها في الكلية، ومثال على ذلك الطبعات الرقمية التي كانت تعتمد سابقاً على الطريقة التقليدية عبر مادة المعجون، وهو عمل مزعج ويأخذ الكثير من الوقت ومن الممكن أن تفقد دقتها في حال تمّ التأخر فيها للوصول إلى المخبر، فتعطي نتائج غير دقيقة، أما الآن فقد تمّ تطويرها عبر “الطبعة الرقمية” من خلال جهاز “سكنر” وهو عبارة عن جهاز يتمّ إيصاله إلى الكمبيوتر يقوم بإجراء سلسلة من الصور للفكين متصل بكمبيوتر يحوي على برنامج يقوم بمطابقة الصور لبناء مجسم لفك المريض، وهنا يمكن الإعادة لأكثر من مرة أو تصحيح الطبعة من خلال إجراء مسح إضافي، علماً أن النسخة تكون عبارة عن صورة رقمية محفوظة على الكمبيوتر سهلة الحفظ لا تتغيّر أو تتشوّه أبعادها دقيقة جداً يمكن نسخها أكثر من مرة وهو نموذج عن التطورات الرقمية، والموضوع لن يقف عند هذا الحيز كون التقنيات الرقمية دخلت على الكثير من الأمور في طب الأسنان، حيث أصبح هناك (موضوع النمذجة، الطباعة ثلاثية الأبعاد، الأرشفة الرقمية، طب الأسنان عن بعد المعتمد على برمجيات مطبقة على الجوال، تطبيقات الذكاء الصنعي) والموضوع مرشح للتطور بشكل أكبر وأوسع.
من جهته المخبري حسام الدين الطباع، فني أسنان خبير شركة البوابة الرقمية في سورية، أشار إلى أن أهمية العمل بالمخبر الرقمي بكلية طب الأسنان تكمن من خلال اطلاع طلاب الدراسات العليا على المجال الرقمي الموجود على أرض الواقع في الكثير من العيادات ومراكز طب الأسنان داخل البلد وخارجها، فالطالب عادة يتلقى المعلومات بطريقة نظرية بمواده، سواء بالمرحلة الجامعية أو مرحلة الدراسات العليا، فكانت خطوة إطلاق المخبر الرقمي نوعاً من الرفد للجامعة لإدخال المجال الرقمي إلى منهاج طب الأسنان، وتكمن فوائد تلك الخطوة من خلال رؤية الطلاب لأجهزة المخبر الرقمي ونظام “الكات كام” الذي يعمل على إنتاج التعويضات بالطريقة الرقمية والاستفادة منه بإنجاز أعمالهم للمرضى الذين يتمّ معالجتهم في المخبر ومتابعتهم لكافة مراحل العمل، وكذلك الاطلاع على العينات والنتائج لعملهم بكل تفاصيلها.
يُشار إلى أن المخبر الرقمي يقوم على تقديم حالات التيجان والجسور والتعويض فوق الزرع، ودليل قطع اللثة والتوجيه الجراحي للزراعة، وكذلك التقويم الشفاف، إضافة إلى بعض التعويضات الوجهية أو الفكية والتعويضات الكاملة.