تحدٍّ جديد لكرتنا في آسيا.. واللاعبون المغتربون تجربة تستحق الصبر
المحرر الرياضي
مع كلّ مشاركة خارجية لمنتخبنا الوطني لكرة القدم تتجه الأنظار إلى ما سيحققه، لعلّه ينجح في إحداث خرق في سجل النتائج السلبية التي بقيت ترافقه لسنوات طويلة، وهذا الكلام ينطبق على مشاركته المرتقبة في بطولة كأس آسيا التي ستنطلق غداً. فالمنتخب سيتواجد للمرة السابعة في النهائيات القارية، والأمل أن ينجح في بلوغ الدور الثاني للمرة الأولى، وأن يوقف سلسلة عدم الفوز في البطولة المستمرة منذ بطولتين وخمس مباريات، وهذا الأمر يبدو من الناحية النظرية ممكناً في ظل وجود منتخبين قريبين من مستوانا الكروي ضمن المجموعة ذاتها هما أوزبكستان والهند، لكن من الناحية العملية قد لا يكون بالسهولة المتوقعة.
منتخبنا تمّ تعكير صفو استعداداته بإثارة بعض النقاد والمحلّلين لقضية استبعاد المهاجم عمر السومة عن التشكيلة بطريقة مبالغ فيها، والواضح أن الهدف لم يكن مصلحة المنتخب بل مهاجمة اتحاد الكرة والمدرّب ومدير المنتخب في توقيت كان الواجب فيه الوقوف خلف المنتخب بمن حضر بعيداً عن الأسماء.
في هذه المشاركة لن تكون كرتنا على مفترق طرق، فنحن ذاهبون للبطولة ولسنا مرشحين للتتويج كما حصل في النسخة الماضية، بل المطلوب هو أن نرى شكلاً للمنتخب في أرض الملعب وروحاً قتالية وإخلاصاً في سبيل قميص المنتخب، ولإسعاد الجمهور المتعطّش لتحقيق نتيجة إيجابية، ولو عبر الصعود من دور المجموعات إلى المرحلة الثانية.
التجربة التي يعمل عليها القائمون على المنتخب في استثمار تواجد اللاعبين المغتربين وأصحاب الأصول السورية في الدوريات القوية أوروبياً ولاتينياً تستحق منحها فرصة كاملة، بعيداً عن كلّ التكهنات والتوقعات وإطلاق سهام النقاد لهؤلاء اللاعبين ومهاجمتهم دون سبب، فنحن على مدار سنين طوال طالبنا بالبحث عمن يفيد المنتخب لاعباً أو مدرباً أو حتى إدارياً من المغتربين، وها هي الخطوة الأولى قد تمّت، والأكيد أن نتائجها لن تكون آنية بل ستكون بحاجة لوقت أطول من أسابيع، وهي الفترة التي التحق فيها اللاعبون المغتربون بالمنتخب!.
وبعيداً عن كل المعطيات السابقة فإن التفاؤل كبير بأن نجد منتخبنا نداً لخصومه، وأن يستطيع تجاوز الأزمات التي يفتعلها البعض لتصفية الحسابات، فالمنتخب هو السفير الذي يوصل صورة رياضتنا إلى العالم، لذلك مصلحته هي الأهم بعيداً عن الملاحظات على طريقة العمل في بعض المفاصل.