توسيع مجموعة بريكس سيعزز الحكم العالمي العادل
تقرير إخباري
على الرغم من إعلان الرئيس الأرجنتيني المنتخب حديثاً خافيير مايلي أن بلاده لن تصبح عضواً في مجموعة بريكس في الوقت الحالي، إلا أن هذا القرار المؤسف لن يقلل من جاذبية الكتلة التي من المتوقع أن تزداد مع رسالة الشمول القوية التي تم إرسالها بالتزامن مع توسعها.
انضمّت المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة وإيران وإثيوبيا إلى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا لبدء فصل جديد للمجموعة. إن مضاعفة عضويتها هي شهادة على الجاذبية العالمية القوية للمجموعة مع بلوغها عامها الثامن عشر هذا العام، وكذلك على تماسك البلدان النامية على الرغم من اختلاف أحجامها ومراحل تطوّرها وأنظمتها السياسية. وإلى جانب الأعضاء الخمسة الجدد قامت عشرات الدول بالتسجيل للانضمام إلى “بريكس” بما في ذلك الكويت وبيلاروسيا وكازاخستان وبوليفيا.
على مدار الأعوام السبعة عشر الماضية كانت “بريكس” بمنزلة منصة للدول الخمس لتعزيز تعاونها ما يساعد على تعزيز صعود الجنوب العالمي. ويجسّد بنك التنمية الجديد ومقرّه شنغهاي واتفاق احتياطي الطوارئ الطبيعة المثمرة والعملية لتعاون الكتلة.
وفي ظل البيئة الدولية المتزايدة التعقيد والانتعاش الاقتصادي العالمي الباهت، يواجه العديد من البلدان النامية مشكلاتٍ مثل ضغوط الديون وارتفاع التضخم وتباطؤ النمو. وسيساعد الأعضاء الخمسة الجدد باعتبارهم ممثلين لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في توسيع النطاق العالمي للكتلة ونفوذها ما يمنحها وزناً أكبر باعتبارها عامل استقرار اقتصادي عالمي. ويمكن لمجموعة بريكس الموسّعة حديثاً تنسيق الجهود لتعزيز النمو المشترك وحماية التعددية وتقديم مساهمات أكبر لتحقيق حوكمة عالمية أكثر عدلاً وإنصافاً.
لقد دخل العالم مرحلة جديدة من الاضطراب والتحوّل، ويشهد النظام الدولي تحوّلاتٍ وانقساماتٍ وإعادة تجميع كبرى. إن الصراعات في أوكرانيا وغزة لم تعطل سلاسل التوريد العالمية فحسب بل جلبت أيضاً مخاطر هائلة على السلام والتنمية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ولرسم صورة أكثر قتامة لم تدّخر بعض الدول الغربية الراسخة في عقلية الحرب الباردة أي جهد لزرع بذور الانقسام والمواجهة من أجل الحفاظ على هيمنة الغرب. وفي ظل هذه الخلفية القاتمة يُنظر إلى آلية التعاون الخاصة بمجموعة بريكس كوسيلة لخدمة التطلعات المشتركة للاقتصادات الناشئة والدول النامية للحصول على حصة أكثر عدالة من الكعكة العالمية ودعم الاتجاه العالمي نحو التعدّدية القطبية.
وباعتبارها كتلة نامية توحّد الجنوب العالمي، فإن جميع الدول واثقة من تطوير آلية التعاون ومستعدة لتعميق التعاون في جميع المجالات بروح الانفتاح والشمول والتعاون المربح للجميع من أجل تشكيل مستقبل أكثر إشراقاً بشكل مشترك لشعوب أعضاء “بريكس” والعالم بأسره وسيساعد توسيع المجموعة في تعزيز الثقة وتعزيز الحكم العالمي العادل.
هناء شروف