الانتخابات الأمريكية تحدّد نتيجة الصراع في أوكرانيا
تقرير إخباري
ستجري أكثر من 70 دولة ومنطقة انتخاباتٍ في عام 2024، وتعدّ الانتخابات الرئاسية في روسيا والولايات المتحدة من بين أهم الانتخابات في سياق الصراع الروسي الأوكراني.
ويسمح الدستور الأوكراني لرئيسها فلاديمير زيلينسكي بالاستمرار في منصب “رئيس في زمن الحرب”، وبالتالي فمن غير المرجح أن يشهد الصراع الروسي الأوكراني الكثير من التغيير.
ومن الواضح أن الهجوم المضاد الطموح الذي شنّته أوكرانيا لم يحقق النتائج المتوقعة، ومن ناحية أخرى اعتادت روسيا وشعبها على العقوبات الغربية، وقد تحمّلت روسيا العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها، ومن المقرر أن يشهد اقتصادها في الواقع نمواً بأكثر من 2% في عام 2023، ما يثبت خطأ المضاربين الذين توقّعوا نموّاً سلبياً للاقتصاد الروسي.
ومن منظور أوسع، فإن الصراع الروسي الأوكراني هو في الواقع مواجهة بين روسيا والغرب بعد نهاية الحرب الباردة، وأهميته وتأثيره الجيوسياسي عميقان، ومن وجهة نظر الولايات المتحدة وأوروبا، الصراع المذكور هو حرب بالوكالة، ولا يمكن لأوكرانيا أن تفوز من دون المساعدات العسكرية والاقتصادية الغربية، ولذلك فإن نتيجة الانتخابات الأمريكية عام 2024 ستؤثر بشكل كبير في المسار النهائي لهذا الصراع.
وإذا أعيد انتخاب جو بايدن رئيساً، فمن المتوقع أن تستمرّ الولايات المتحدة في سياستها المتمثلة في تقديم الدعم الشامل لأوكرانيا، نظراً لأنها تدرك جيداً أن أوكرانيا لا تستطيع البقاء على قيد الحياة دون مساعدات عسكرية واقتصادية من الولايات المتحدة، وإذا تمكّن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من المشاركة في الانتخابات وفاز بها، فمن المرجّح جداً أن يتخلّى عن سياسة بايدن المتمثلة في الدعم الأحادي الجانب لأوكرانيا.
وطالما انتقد ترامب سياسة بايدن تجاه أوكرانيا ودعا إلى المفاوضات من أجل السلام، مدعياً أنه إذا وصل إلى السلطة، فيمكن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بسهولة في يوم واحد فقط.
باختصار، تشكّل الانتخابات الرئاسية الأميركية المتغيّر الأعظم في مسار الصراع الروسي الأوكراني.
عائدة أسعد