“كوبر” وفرصة إسكات منتقدي المنتخب
محمود جنيد
انتهى النقاش المعمق مع المختصين حول منتخب الوطن الأول لكرة القدم عند نقطة من أول السطر سبقتها نتيجة واحدة: اتفقنا أم اختلفنا مع رؤية وعمل و خيارات المدرب الأرجنتيني كوبر المسؤول الأول لا الأخير ، إلا أن لديه فرصة “لإفحام” جميع منتقديه في حال تمكن من قيادة المنتخب لتحقيق إنجاز تجاوز الدور الأول التاريخي على مستوى كرتنا في كأس آسيا، والمضي الى أبعد نقطة في المنافسة كزيادة في الخير.
لن ينته الجدل والآراء والنظريات المتقاذفة، وسيبقى كوبر و نسور قاسيون تحت الأضواء حتى نهاية رحلة المنتخب في بطولة آسيا، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من عزف النغمات المتضاربة على أوتار الإخفاق أو النجاح.
موعد الاستحقاق الآسيوي دخل ولم يعد هنالك جدوى من توجيه ضربات النقد فوق أو تحت الحزام بمصلحة أو دونها، لأن المنتخب بالنتيجة يمثل الوطن ويلعب تحت رايته، و الطلقة خرجت من بيت النار ولن تعود، ونريدها أن تصيب الهدف لا أن تضل المسار لتقتل الأمل و الفرحة التي ينشدها الجميع، وطالما كانت سرابية بعيدة المنال لأننا كنا نسير دائماً بخطوات عرجاء في الاتجاه الخاطئ!
مجموعتنا صعبة، فيها المنافس الأسترالي المخضرم صاحب الصبغة الأوربية، والأوزبكي المنظم صاحب الشخصية القوية، والهندي المتطور بنكهته البوليودية، وجميعهم يدخلون البطولة بحال أفضل من منتخبنا لجهة التحضير و الانسجام و الاستقرار العام، بينما كشفت فضيحة خماسية اليابان والأداء الباهت قبلها أمام كوريا الديمقراطية في التصفيات المزدوجة الواقع الحقيقي لمنتخبنا و استعداده المتخبط للحدث القاري المهم.
وجاءت بعدها زوبعة استبعاد السومة والمواس التي ألبت الشارع الرياضي على كوبر وإدارة المنتخب واتحاد الكرة، لتطبق التحديثات المتأخرة في منظومة اللاعبين القائمة على عمود فقري من المغتربين الذين كانوا يحتاجون لوقت أطول للانسجام مع المجموعة ولفهم عقلية المدرب ونهجه وفكره، ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد لترافق نسورنا المنغصات حتى الأمتار الأخيرة قبل البطولة، بالاصابات تباعاً لعدد من اللاعبين المهمين لأسباب بقيت مجهولة، وبالتالي حرم المنتخب من مجهوداتهم في النهائيات الآسيوية، لتزيد الضغوطات المركبة على كوبر والمنتخب واتحاد اللعبة الذي لن ينجو من ارتدادات أي إخفاق قد يحصل.
الخلاصة فيما سبق من مقدمات وظروف ومعطيات، قد تفيد بصعوبة مهمة المنتخب وتغليب فرضية فشله بتجاوز الدور الأول حسب النسبة الأكبر من آراء خبرات اللعبة، لكن في طيات تلك المصاعب يكمن التحدي الذي سيخرج منه كوبر والمنتخب بالإنجاز التاريخي حسب المتفائلين من أصحاب الاختصاص والجمهور الذين شدوا على يدي المدرب الأرجنتيني ،واعتبروا ماقام به بمثابة حركة يمكن البناء عليها، وتحتاج إلى بصمة النجاح في بطولة آسيا لتشريعها.
فالسومة الذي طاش حجره وفتح النار وأعلن الاعتزال في ردة فعله على استبعاده، لن يغيب عن المحفل إذ استعاض باستديوهات التحليل لمياريات كاس آسيا عن التواجد في الملعب الذي حرم منه، ولاندري الطريقة التي سيسجل الأهداف فيها هنا وفي مرمى من؟!