رياضةصحيفة البعث

كرتنا في بطولة آسيا حقيقة وواقع.. فهل ينقذها المحترفون؟

ناصر النجار

الحقائق والوقائع سطّرتها البطولة الآسيوية الأكبر بما ضمّت من فرق محترفة وفرق هاوية، وبما ضمّت من نجوم ومواهب، وكرتنا إحدى هذه الفرق التي مثلها منتخبنا الوطني بصفوفه المحترفة ولاعبيه الجدد الذي ساقهم المدرّب الأرجنتيني كوبر من مختلف أصقاع الدنيا، بالإضافة إلى بعض اللاعبين الذين هم ليسوا هواة وليسوا محترفين، فكانت التشكيلة متباينة بين الاحتراف والهواية.
ولعله من المبكر الحكم على المنتخب بعد المباراة الأولى وعلينا الانتظار حتى النهاية لنسطّر أحكامنا على كل ما يحدث، فهل كان هذا التغيير المفاجئ لمصلحتنا، أم إنه جاء لينقذ كوبر واتحاد الكرة على حدّ سواء.
ولعلّ سائلاً يسأل إذا كان بمقدورنا استقدام هؤلاء المحترفين ولا شيء يمنع من تواجدهم مع المنتخب، فلماذا تأخر وصولهم حتى اللحظة الأخيرة، أليس من الأفضل لو أننا استقدمناهم في أيام الفيفا السابقة وأشركناهم بمباراة اليابان لكنّا خفّفنا من أثر الهزيمة الثقيلة، وكنّا أوصلنا المنتخب إلى مرحلة التناغم والانسجام بين اللاعبين الذين يجمعهم علم الوطن.

الحديثُ عن استبعاد عمر السومة الذي ملأ المنصات الإعلامية الرسمية والخاصة المحلية والعربية توقف اليوم لأن الوضع لا يحتمل فتحه من جديد، وعوضاً عنه كان التركيز على منتخبنا ودعمه ضرورة قصوى تقتضيها الحالة الوطنية التي تفرض علينا أن نكون وراء هذا المنتخب قلباً وقالباً، والدعم الإعلامي المركز وضع جماهيرنا بحالة من النشوة قبل بدء المباراة بحيث جاءت التوقعات التي نشرتها وسائل الإعلام لتمنح منتخبنا الفوز بنسبة كبيرة جداً، وهذا كان من الأمنيات الإيجابية ومن الشعور المسؤول تجاه منتخب الوطن الذي بات يمثل الجميع وقد وحّدهم في الرأي والمحبة والعاطفة.
نحن الآن أمام حقيقة لا مفرّ منها وهي تقول: كرتنا في آسيا كشفت كلّ الحقائق، فهي دون محترفين لا تساوي شيئاً، وأنديتنا لا يمكنها صناعة لاعب واحد متميّز، هذه الحقيقة يجب أن ندركها لنصحّح واقع كرتنا قبل أن نبحث عن محترف هنا وهناك، فالكرة السليمة هي التي تملك مخزوناً كبيراً من اللاعبين الجيدين وليست الكرة التي تتكئ على محترفين من أصول سورية قد نجدهم وقد لا نجدهم في كل زمان ومكان.
في كلّ الأحوال التعادل مع أوزبكستان جيد، والأداء جيد وننتظر المزيد في المباريات القادمة، فالمباراة كشفت عن هوية كرتنا الجديدة، صورتها دفاعية صلبة ونأمل أن نرى مفاعيل الهجوم في المباريات القادمة، التعادل وضع قدم كرتنا في أول مدخل من مداخل الدور الثاني، فهل نستمر أم إنها البداية الجيدة في المباريات الافتتاحية فقط؟.