ثقافةصحيفة البعث

طوني الأمير: رحلتنا الموسيقية إلى الصّين غنية ومتنوعة

ملده شويكاني

“شعرتُ بإحساس خيالي وأنا أعزف”، هذا ما قاله عازف الباصون الأكاديمي وفنان البازل طوني الأمير، الأستاذ في المعهد العالي للموسيقا وأحد أعضاء الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، والذي شارك بالكثير من الأمسيات في دار الأوبرا، بالإضافة إلى العزف المنفرد عن مسرح “تشوهاي” الكبير أثناء رحلته الموسيقية مع مجموعة من الموسيقيين الأكاديميين السوريين من موسيقيي دار الأوبرا إلى الصين.

“البعث” التقت الأمير، فحدثنا حول هذه الرحلة الموسيقية بالقول: “قدمنا أربعاً وعشرين أمسية في أربع وعشرين مدينة مختلفة  تغطي جغرافية كل أنحاء الصين على مدى خمسين يوماً بمشاركتي مع بعض العازفين السورين الأكاديميين، وهم رهف شيخاني ـ هارب، وفؤاد شلغين-هورن، وعلي أحمد-تيمباني، وأروى شيخاني ـ كمان، قيس أبو فخر- فيولا، بالانضمام والعزف مع الأوركسترا المؤلفة من جنسيات مختلفة من إيطاليا وروسيا ورومانيا ومصر، برعاية وتنظيم شركة ثقافية صينية اسمها” بولي تشاينا”.

وكانت هذه الجولة مهمة جداً بالنسبة إليّ من الجانب الموسيقي، إذ أتاحت لي عن قرب مشاركة الخبرات الموسيقية مع عازفين من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى إقامة بعض ورشات عمل مع طلاب صغار صينيين يتعلمون آلية العزف على آلة الباصون في المدارس الموسيقية الصينية، وقد أعجبت بمستوى الطلاب الجيد جداً.

 ماذا أضافت لك هذه الرحلة على الصعيد الشخصي؟

اكتسبتُ خبرة حياتية وقدرة على تحمل السفر المتكرر كل يوم أو يومين مع حمل الأمتعة بين المدن الصينية بالطائرة أوالقطار أوالحافلة، وبطقس متغير دائماً من البرد القارص والثلوج إلى الحرارة المرتفعة من دون فترات راحة تذكر بين مواعيد السفر والأمسيات الموسيقية، وهذا يتطلب جهداً جسدياً وفكرياً للحفاظ على التركيز أثناء العزف رغم الإرهاق الجسدي، وبرأيي هي من أهم التجارب الحياتية التي يمكن أن يخوضها الإنسان.

ما دورك بالأوركسترا، وهل قدمت “صولو”؟

كنتُ عازف الباصون الأول في الأوركسترا، بالإضافة إلى دور الباصون المعتاد والمهم في الأوركسترا، وكان هناك صولو شهير لآلة الباصون في أغنية “يونا فورتيفا لاكريما” من أوبرا المؤلف دونيزيتي يتخللها حوار موسيقي بين آلة الباصون ومغني التينور طيلة مدة الأغنية.

 ما الذي لفت انتباهك بتصميم المسارح والتقنيات؟

فيما يتعلق بالمسارح فهي مصممة بحيث يمكن  سماع صوت العزف بشكل واضح للعازفين والجمهور بغض النظر عن أماكن الجلوس في الأمام أو الخلف، على الرغم من أن الأوركسترا الكلاسيكية دائماً لا تستعمل الميكروفونات، بالإضافة إلى الدقة في التنظيم والمواعيد، كما تتميز بروعة غرف العازفين الممتازة في الكواليس، ومن أجمل المسارح التي أقمنا فيها الأمسيات، مسرح هاربين في شمال الصين في مدينة هاربين الباردة جداً، إذ تبلغ درجة الحرارة العشرين تحت الصفر، وهذا المسرح مميز جداً من حيث التصميم الداخلي الجميل، وتقنيات الصوت الطبيعي والإضاءة، أمّا مسرح “تشوهاي” فتصميمه من الخارج يشبه صدفة كبيرة، يطل على البحر بشكل مباشر، وهو مبهر من الداخل من حيث التصميم والجدران ومقاعد الجمهور والإضاءة، ولا سيما إضاءة سقف المسرح التي تشبه النجوم في الليل، ما جعلني أشعر بإحساس خيالي في العزف في هذا المسرح المدهش، بينما يتميز مسرح “زيبو” الكبير بتصميم مقاعد الجمهور بشكل دائري، وتعزف الأوركسترا في الوسط، وكذلك مسرح “شنغهاي بولي” في مدينة “شنغهاي” الشهير بحجمه الكبير الذي يتسع لعدد كبير من الجمهور، وعلى الرغم من ذلك يصل الصوت بشكل رائع، ويتصف أيضاً بالكواليس الكبيرة جداً وبغرف العازفين العديدة المجهزة بكل وسائل الراحة.

ما الذي استوقفك في الصين؟

بعيداً عن الموسيقا أعجبت كثيراً بالتنوع الموجود في المدن الصينية، إذ توجد أحياء قديمة تقليدية، وتوجد أماكن حديثة جداً وناطحات سحاب مبهرة، إضافة إلى جمالية التنوع الجغرافي.