إشغال السيارات للأرصفة مشكلة غير مطروحة في ريف مشق
ريف دمشق – رحاب رجب
في الوقت الذي تعاني فيه مدينة دمشق ظاهرة احتلال الأرصفة المخصّصة للمارة من بعض السيارات، لا تكاد تطرح هذه المشكلة أصلا بالريف، فنادرا ما تصل شكوى إلى عمليات مرور الريف حول هذه الظاهرة، وربما يرجع الأمر إلى أن الريف لا يعاني أصلا ازدحاما ملحوظا في حركة السيارات، كما أن شوارع الريف لديها هامش واسع من العرض يجعلها قابلة لركن السيارات بشكل طولي دون التسبب في اختناقات مرورية.
وبينما يقوم فرع مرور دمشق يومياً بحملة على السيارات المخالفة في المدينة وخاصة في الوسط التجاري، حيث يتم أحياناً إغلاق الرصيف بشكل كامل في وجه المارة، وإجبارهم على النزول إلى الشارع للسير، أكد العميد عبد الجواد عوض رئيس فرع مرور ريف دمشق، في معرض إجابته عن كيفية التعامل مع مثل هذه المخالفات في الريف، أن هذا الموضوع لا يتم التعامل معه إلا في حال وجود شكوى وعندها تتم المخالفة حسب قانون السير، لأن الوضع في الريف مختلف تماماً عن الوضع في المدينة، إذ لا حاجة لركن السيارات على الأرصفة مع وجود هامش واسع في الشوارع لركنها، كما أنه لا يمكن أن تشكل هذه السيارات أيّ اختناق مروري في الشارع، أو إزعاجا للمارة يستدعي الشكوى.
ويبدو أن سعة الشوارع الرئيسة في الريف مع وجود عدد أقل من السيارات يساهم كثيرا في التخلص من هذه الظاهرة، على عكس المدينة التي بات الأمر فيها يستدعي بقوة تخصيص مرائب عديدة للتخفيف من الزحام ومنع السيارات من استغلال الأرصفة للوقوف.
غير أن الأمر في النهاية يمكن أن يكون عائداً إلى سوء التخطيط الذي لم يلحظ أصلاً ضرورة وجود مساحاتٍ مخصّصة للسيارات في الشوارع وأمام الأبنية الحكومية والخاصة، في الوقت الذي يكون فيه ذلك شرطاً أساسياً للترخيص في دول أخرى، وهذا الأمر لم تتمكّن محافظة دمشق من استدراكه نظرا لأن الوسط التجاري واقع على الأغلب في المدينة القديمة، بينما أتيح لمحافظة الريف لحظ هذا الأمر ضمن المخططات التنظيمية، وذلك أن التوسع في الأرياف جاء متأخرا أصلا، الأمر الذي ساهم في التخطيط الجيد.