ندوة في اتحاد الصحفيين حول الاعلام الرسمي ودور الدولة في تحديد مستقبله
دمشق – محمد عباس
بدعوة من اتحاد الصحفيين أقيمت في نادي الصحفيين ندوة لمناقشة مستقبل الإعلام الرسمي في سورية وتحديد دور الدولة في مستقبل هذا الإعلام ،حضرها عدد من الخبرات الإعلامية العاملة في الإعلام الرسمي والإعلام الخاص ومدراء مؤسسات إعلامية حاليين وسابقين ومجموعة من الزملاء الإعلاميين المهتمين بالشأن الإعلامي المحلي.
وتناولت النقاشات التي وزعت على ثلاث جلسات دور الدولة في مسيرة الإعلام الرسمي سلباً وإيجاباً، والدور المنوط بها للارتقاء بالعمل الإعلامي في ظل تطور وسائل الإعلام، لاسيما في فضاء الذكاء الصناعي ودخول أساليب وأشكال جديدة للإعلام وكيفية مواجهة التحديات، ومواكبة ركب التطور السريع الذي يشهده العالم في جميع المجالات، واختلاف الأساليب والأدوات التي يدار بها الإعلام في الوقت الحالي، لا سيما أننا لا نستطيع أن نكون معزولون عن الواقع الجديد الذي فرضته التطورات الحاصلة في العالم.
وأشارت المداخلات الى عدم وجود خطط على المستوى العام أو على مراحل لتنفيذ البرامج التي تضعها الدولة، لا سيما أن الإعلام هو علم التطور المستمر ويستطيع ان يكون الجسر الفكري الذي يجمع كل مكونات المجتمع. ومن هنا فان المطلوب وضع أهداف كبرى قابلة للقياس والتطبيق، إلى جانب أهداف مرحلية والبناء على المراحل التراكمية التي وصلنا اليها من خلال تجارب الإعلاميين، وارث الإعلام الرسمي، وتطوير الواقع الحالي، وإيجاد سبل وأساليب لمواصلة هذا التطوير ، وعدم الوقوف عند حد معين والعمل بعقلية الإعلام الخاص الذي يسعى دائما لتطوير آليات عمله.
وأكدت النقاشات على ضرورة تطبيق السياسات الإعلامية من خلال وضع سياسة وإستراتيجية حكومية، واعتماد التدريب وتأمين كافة مستلزمات وأدوات الإعلام بما يتماشى مع التطور الحاصل في جميع أنحاء العالم، وإجراء البحوث حول الجمهور الذي هو أساس العملية الإعلامية لإعادة ثقته بالإعلام الرسمي.
وأشارت بعض المداخلات الى ضرورة إعادة هيكلة المؤسسات الإعلامية الرسمية وتوصيفها وتشجيع رجال الأعمال على الاستثمار في مجال الإعلام ، وتقديم إعفاءات محفزة لهم وتقديم تسهيلات لخريجي كلية الإعلام للبدء بمشاريع إعلامية صغيرة أو منصات إعلامية لممارسة عملهم الصحفي من خلالها.
وأشارت بعض المداخلات الى أن صناعة الإعلام الحقيقي بحاجة إلى المعلومة، إلا أن دوائر القرار في أغلب المؤسسات الحكومية تقوم بحجب المعلومة عن الصحفي الذي يصطدم بالواقع دائماً، وبالتالي تحول إلى موظف وهذا ما يجب العمل عليه من خلال تغيير العقلية التي تتعامل بها هذه الدوائر مع الصحفي والقالب الذي وضع الصحفي نفسه فيه.
كما حاز موضوع الحرية الإعلامية حيزاً كبيراً من نقاشات الحضور، وضرورة اعتماد الصحافة الاستقصائية كسبيل لأن يأخذ الإعلام دوره بالشكل الأمثل في طرح ومعالجة قضايا المجتمع على كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
وأشار الزميل موسى عبد النور رئيس اتحاد الصحفيين إلى أنه سيتم رفع مذكرة أو دراسة او ورقة عمل للجهات الوصائية ذات العلاقة بكافة الطروحات التي تمت في الندوة، وذلك للوصول إلى نتيجة تحقق الهدف من إقامة هذه الندوة، ولن تبقى الأفكار والمقترحات التي تمت حبيسة الأدراج المقفلة.