هل يكمل منتخبنا الوطني صنيعه بعد إنجاز التأهل الآسيوي؟
محمود جنيد
فعلها نسور قاسيون وكانت المشاركة السابعة دامغة بتأهل منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم الى الدور الثاني من بطولة كأس ٱسيا بعد ست خيبات سابقة.
دقائق المباراة المفصلية مع الهند في الجولة الختامية لدور المجموعات، مرت عصيبة كجمرات تسري في عروق المنتخب والجمهور السوري إلى أن جاء موعد الفرج بهدف الخريبين عمر، بديل بابلو صباغ في الشوط الثاني عند الدقيقة 76، والذي أعلن نفير الفرح الجنوني المنتظر في القلوب العطشى لمثل تلك اللحظة التي شكلت حدثاً غير مسبوق في تاريخ الكرة السورية التي خرجت أخيراً من عنق زجاجة الدور الأول للمونديال الآسيوي.
ظرف المباراة والحاجة الملحة للفوز ولاشيء سواه فرض على كوبر الانفتاح الهجومي غير المعهود في لقاءي أستراليا وأوزباكستان، لكن البداية كادت تكون كارثية مع تجرؤ المنافس الذي لم يكن لديه بالمقابل أي خيار سوى الفوز على حركة المباغتة الهجومية لكن المدنية أنقذ الموقف الحرج.
وكرست مجريات الشوط الأول اللاحقة حالة العقم الهجومي لمنتخبنا الذي افتقد للتركيز واللمسة الأخيرة رغم المحاولات العديدة لطرق المرمى الهندي، وكان العمل البنائي الهجومي بحاجة للتنويع والرتم السريع دون تسرع لتسجيل هدف يريح أعصابنا ويشدها لدى الخصم المندفع برعونة بدنية أحياناً، والذي لم يكن لديه الكثير من الحلول النافذة للاستفادة من المساحات التي يتركها المد الهجومي لمنتخبنا خلفه.
الهدف الاساسي وهو التأهل التاريخي تحقق لمنتخبنا، وبالتالي عليه أن يكون أكثر استرخاءً في لقاء ثمن النهائي مع المنتخب الإيراني القوي في تحد كبير سيكشف مدى تطور منتخبنا وقدرته على التعامل مع هكذا نوع من الخصوم الذين يمتلكون مؤهلات عالية بدنية وفنية وتكتيكية، سيما مع العقم الهجومي الذي كان حله موجود على المدرجات كمحلل “عمر السومة” وكانت العاقبة وخيمة وردود الفعل مختلفة تماماً، لو أن صنوه الخريبين لم يأت بطوق النجاة.
وبالنتيجة فإن هنالك إنجاز كبير تحقق يحسب للمدرب الارجنتيني وطاقمه ولاعبيه، ويمكن البناء عليه بشكل مرحلي للمضي قدماً في البطولة وهذا ممكن وإن كان الخصم المقبل هو الإيراني القوي، واستراتيجي لمستقبل الكرة السورية سيما مع بزوغ وجوه شابة واعدة مثل محمود الأسود و عمار الرمضان إضافة للمميزين من المغتربين الذين أثبتوا أنهم في الموعد في لقاء الهند.