بعثيون يعترفون: لا عودة للخلف وبعض الانتخابات أضرت الحياة الحزبية
دمشق- البعث
يترقّب البعثيون، والشارع السوري عامة الانتخابات الحزبية القادمة، وكلهم أمل أن تكون نتائجها محقّقة للآمال والطموحات ببعث جديد متطور فكرياً وتنظيمياً وآلية عمل ليتمكّن من أداء مهامه الداخلية والخارجية، فالتحديات كثيرة وكبيرة وتتطلّب قوة في المواجهة. ومن هذا المنطلق يدرك البعثيون أهمية المشاركة الانتخابية ومسؤوليتهم الحزبية والوطنية، وبمدى تأثير صوتهم الانتخابي عندما يختارون مرشحيهم من أصحاب الكفاءة والنزاهة والخبرة والانتماء الصادق للبعث ورسالته الخالدة، وبرأيهم أن الأوان آن ليقول البعث كلمته وليمارس دوره بما يلبي طموحات الجماهير، خاصة وأنه يتميّز بقدرته على الاستمرار والتطور في كل المراحل والظروف.
الممارسة الحزبية الصحيحة
برأي الرفيق يونس خلف أمين السر العام لاتحاد الصحفيين أنه لا يمكن النظر إلى المرحلة الجديدة من الانتخابات الحزبية بمعزل عن الممارسة الحزبية الصحيحة والحريصة في الاختيار، ولذلك علينا أن نسأل أنفسنا أولاً: ماذا يجب أن نفعل؟ وما هو دورنا في إغناء هذه المرحلة؟ ويضيف: إن المأمول هو أن ننطلق من الذات، فالأمر لا يحتمل التنظير، وإنما نحتاج أن نقوم بدورنا وواجبنا وأن تتطابق أقوالنا مع الممارسة الفعلية. من هنا – برأي خلف – تبدو أهمية نجاح العملية الانتخابية التي تستند بشكل أساسي إلى وعي الناخبين وتحمّلهم لمسؤولياتهم في اختيار الأفضل والأكفأ، مشيراً إلى أن بعض الانتخابات أفسدت الحياة الحزبية ولم تأتِ بالكفاءات وبالذين يحتاج إليهم الحزب، وأن البعض أغلق باب النقد في مراحل مضت، ما أفسد الهواء في الحياة الداخلية للحزب، وحزب البعث اليوم أحوج ما يكون للتأكيد على السلوكية البعثية والقدوة الحسنة، لأن أسوأ ما يبعد الناس عن الحزب ومبادئه أولئك الذين يدّعون تمسّكهم بفكر الحزب بينما يتعارض سلوكهم مع مبادئه وأخلاقياته.
وأكد أمين السر العام لاتحاد الصحفيين أن البعثيين الحقيقيين يدافعون عن الحزب ويمارسون النقد البناء الحريص لأنهم تربوا على أن حياتهم ستكون في خطر إذا ابتعدوا عن الحزب، لأنه الحزب الذي حمل هموم الجماهير الفقيرة ودافع عن مصالحها وتبنى قضاياها في كلّ المواقف، لذا فاليوم من المهمّ أن تنجح خطوة الانتخابات، وخاصة لجهة تعزيز حالة الديمقراطية داخل الحزب، والعمل لاحقاً على تعزيز دور اللجنة المركزية ولجنة التفتيش الحزبي من أجل خلق حالة توازن أساسية بين القواعد والقيادات وبين القيادات على مختلف مستوياتها.
أصواتكم أمانة
وبرى المحامي جابر خضر محمد أن “البعث” أمام فرصة كبيرة لتصحيح المسار، وهذا ما يتطلّب من الرفاق البعثيين أن يكونوا على درجة عالية من الوعي أثناء الإدلاء بأصواتهم واختيار مرشحيهم على أساس الكفاءة والخبرة، بعيداً عن تأثير المال السياسي والأمراض الاجتماعية القاتلة للكفاءات، ما يعني أن صوتهم أمانة ومسؤولية في حسن الاختيار، فالبعث حتى يبقى قوياً يحتاج إلى كفاءات وليس ولاءات تحكمها المصالح الشخصية الضيقة، من هنا – برأيه – تأتي أهمية تحلّي الرفيق البعثي الناخب بالمحاكاة الأخلاقية والوطنية عند اختياره لأي مرشح، وأشار المحامي محمد إلى الأجواء الإيجابية المشجّعة السائدة اليوم بين الرفاق البعثيين والتي توحي بالثقة بولادة بعث جديد، وخاصة بعد كلمة الرفيق الأمين العام للحزب، الدكتور بشار الأسد، أمام اللجنة المركزية، بالإضافة إلى ما أكدت عليه اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات خلال جولاتها ولقاءاتها مع الرفاق البعثيين في كل المحافظات، حيث شدّدت على “عدم تمرير أية مخالفة أياً كانت”، وحتى “إن لم يكن منصوصاً عليها في النظام الداخلي، فإن اللجنة لن تتوانى عن إيجاد صيغة للمحاسبة حيال أية حالة مسيئة”.