صحيفة البعثمحافظات

الفلاحون يأملون بتشميل موسم التبغ الحالي بالأسعار الجديدة

حماة – ذُكاء أسعد

لاقى قرار الحكومة المتعلق بتحديد سعر شراء التبغ للموسم المقبل ردود أفعال متباينة، إذ أمل عدد من الفلاحين بأن تكون الأسعار الجديدة قد شملت الموسم الحالي الذي شارف على الانتهاء ويتمّ تسليمه الآن لمؤسسة التبغ، وليس للموسم القادم، ولاسيما بعد الخسائر الكبيرة التي تعرضوا لها هذا الموسم.

وأبدى فلاحون آخرون تفاؤلهم بالتسعيرة الجديدة كونها تتناسب مع تكاليف الزراعة “الحالية” وتضمن عدم خسارتهم، ما يشير، حسب قولهم، إلى موسم زراعي إيجابي في العام المقبل شريطة استقرار أسعار المستلزمات الزراعية وعدم ارتفاعها، والتزام كل من الزراعة والمحروقات بتوفير مادة المازوت لعدم الاتجاه للسوق السوداء التي كانت إحدى أهم أسباب عزوفهم عن زراعة التبغ.

واعتبر رئيس شعبة زراعة التبغ في حماة، يوسف محمد، أن التسعيرة الجديدة مجزية وتحقق عائدية جيدة جداً للمزارع، ولاسيما أن المؤسسة تشجع على الزراعة من خلال تقديم الأسمدة من مختلف الأنواع، إضافة لتوزيع البذور المحسّنة والمغلفة بشكل شبه مجاني، أما الأدوية والمبيدات الزراعية والنايلون لزوم تغطية المشاتل وخيطان القطن لشك الأوراق، وكلّ هذه المواد مجتمعةً، فيتمّ تقديمها بأسعار مخفّضة وآجلة الدفع لحين قبض ثمن المحصول، علماً أن المؤسسة تقوم بدفع قيمة المحصول بشكل فوري عقب شرائه، وتساعد الفلاحين في نقل المحصول عن طريق وجود لجان منتشرة في كافة مناطق الزراعة لشراء المحصول، وذلك لتجنيب تحميل المزارع عبء نقل محصوله لمسافات بعيدة.

ولم يخفِ مزارعون تراجع زراعة التبغ بشكل كبير في الأعوام الأخيرة بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، وفقدان مادة المازوت، وتوقف المصرف الزراعي عن تأمين الأسمدة للمزارعين، إذ بلغت المساحة المزروعة هذا العام في حماة 5200 دونم بكمية إنتاج لا تتجاوز مليون كيلو غرام.

من جهته عمران منصور عضو المكتب التنفيذي لاتحاد فلاحي حماة، أكد أن التسعيرة الجديدة مجزية للفلاحين ومشجعة لعودة الزراعة بشرط تأمين المحروقات والأسمدة ومنع وقوع الظلم في توزيع المازوت، موضحاً أن اتحاد الفلاحين ممثلاً بكافة كوادره، موجود بشكل يومي مع الفلاحين ويقوم بتشجيعهم على زراعة أكبر كمية ممكنة لتأمين ما يستلزم لمؤسسة التبغ.

في المقابل استغرب الخبير التنموي أكرم عفيف تحديد سعر شراء التبغ للموسم المقبل وليس الحالي، مؤكداً أنه رغم معرفة المعنيين بارتفاع التكاليف وبالتالي خسارة الفلاح بالسعر الحالي المحدّد بـ”8300″ ليرة إلا أنهم يصرّون على استلام محصوله الآن بهذا السعر، في الوقت الذي تمّ رفعه للموسم القادم نحو ثلاثة أضعاف وبسعر “23000”، وهذا يؤكد أن سياسة التسعير غير المنطقية هي السبب الرئيسي لإقلاع الفلاحين عن الزراعة، ويبدو ذلك جلياً من خلال تحديد سعر التبغ للموسم القادم دون الأخذ بعين الاعتبار الارتفاع المتواصل لمستلزمات الزراعة كالمحروقات والأسمدة وأجور النقل… الخ.

يُشار إلى أن زراعة التبغ في الغاب، كانت تعتبر مصدر رزق للكثير من العائلات باعتبارها زراعة أسروية، لكن مع تدني أسعار التبغ وارتفاع مستلزمات الإنتاج في الأعوام السابقة، تقلصت مساحات زراعتها من 25 ألف دونم إلى حدودها الدنيا “خمسة آلاف دونم فقط”.

وكانت الحكومة قد حدّدت كيلو التبغ من الفلاحين للموسم القادم من صنف تنباك بـ 24000 ليرة سورية، وصنف برلي بـ 23000 ليرة، والفرجينيا بـ 24000 ليرة، والبصما بـ 32000 ليرة، وبريليب بـ 28000 ليرة، وشك البنت بـ 27000 ليرة، وكاتريني بـ 28000 ليرة.