تعاون مؤسساتي ومجتمعي لتوعية المجتمع بمخاطر تعاطي المخدرات وعقوبتها
دمشق – وفاء سلمان
بيّنت المحامية لينا ناجي خلال الندوة الحوارية التي أُقيمت في المركز الثقافي العربي “أبو رمانة” بدمشق تحت عنوان “المخدرات وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع وعقوبة التعاطي والاتجار بها”، أن من أهم الأسباب التي تؤدي لتعاطي الأشخاص هي الجهل بأخطار استعمال المخدر، والتنشئة الاجتماعية غير السليمة والتفكك الأسري، والجهل، والفقر، والأمية، والثراء الفاحش والتبذير، وانشغال الوالدين عن أبنائهم، وعدم وجود حوار بين الأسرة، ومصاحبة رفاق السوء، والبطالة، والفراغ.
وأشارت ناجي إلى أن القانون لم يميّز بين من يصنع المخدرات ومن يزرعها ويتاجر بها، ولكن في الوقت نفسه أعطى القرار للمحكمة لتخفيف الأحكام، كما يتمّ التعامل مع القاصر بطريقة مختلفة عن الإنسان البالغ، مشيرة إلى أن المتعاطي الذي يسلّم نفسه للمصح للمعالجة، سواء هو أو زوجه أو أقرباؤه بالدرجة الثانية، لا تتمّ محاكمته، مع العلم أنه يطلب من العاملين في المصح السرية التامة بأسماء الأشخاص المتعاطين، وفي حال تمّ إفشاء أسمائهم تتمّ معاقبتهم، مؤكدة أن القانون شديد مع التجار لدرجة الإعدام.
وذكّرت ناجي بوجود عدة وسائل اجتماعية للوقاية من الوقوع في آفة المخدرات، منها التواصل المستمر بين أفراد الأسرة، والمشاركة والتحدث عن الأمور الشخصية والاستماع لحاجيات ومشكلات الجميع، بدءاً من الأب إلى أصغر فرد من الأسرة، فيجب دعم هذه العلاقة الأسرية وتطويقها بالحب والثقة، ومن الوسائل القانونية للوقاية من الوصول إلى المخدرات ضرورة اطلاع المجتمع على العقوبات التي تقع على التجار ومروّجي المخدرات ومتعاطيها، حيث عاقب المشرّع السوري في قانون المخدرات رقم /2/ لعام 92 على حيازة المخدرات وعدّها جنائية الوصف بغضّ النظر عن القصد من الحيازة أو الإحراز، كما ميّز المشرّع في جنايات المخدرات بين مصنّعها وزراعة النباتات المخدرة وبين حيازتها أو إحرازها والتعامل بالمواد المخدرة ونباتاتها والأفعال المنطبقة بالتعاطي والتصرف بالمخدر غير المرخص في حيازته كصناعة الأدوية والصيدليات، حيث يتمّ التصرف بها في غير الغرض المشار إليه بالترخيص.
أما عن علامات المدمن فقد بيّنتها ناجي بوصفها اجتماعية قبل أن تكون صحية، وركزت على أهمية دور الأسرة في مراقبة تغيير سلوك الفرد، ففي حال كان التغيير مفاجئاً بنمط الحياة، الغياب المتكرر، الانقطاع عن العمل أو تدني مستوى الدراسة أو الوظيفي وإنتاجيته في العمل، الخروج من المنزل لفترات طويلة أو التأخر خارج البيت ليلاً، التعامل بسرية فيما يتعلق بخصوصيته، تقلب المزاج، عدم الاهتمام بالمظهر واللامبالاة، الميل للانطواء والوحدة، الإسراف في زيادة الطلب على النقود، الغضب لأتفه الأسباب، التهرب من تحمل المسؤولية، انخفاض الوزن الملحوظ نتيجة فقدان الشهية، فهذه الأسباب بداية الطريق على الإدمان ومن ثم ظهور رجفة اليدين والنحول والشحوب وعدم النوم، فهنا يتطلب العلاج عن طريق المصح المعنيّ.
من جهته النقيب علاء سلمان من إدارة مكافحة المخدرات أكد خلال الندوة أن إذاعات البحث تتمّ فقط للناقل والتاجر، علماً أنها كانت سابقاً تشمل المتعاطي، وشرح أنواع المخدرات بشكل عام بالنسبة لمصدرها (طبيعية، نصف تصنيعية، تصنيعية) فالطبيعية مستخلصة من الطبيعة كالحشيش أو القنب الهندي (مارغوانا)، نبات الخشخاش الذي يستحصل منه على الأفيون، نبات القات، والكوكائين مستخلص من نبات الكوكا، أما نصف التصنيعية فهي مخدرات تنتج عن تفاعل كيميائي بين مخدرات طبيعية ومواد كيميائية، وأهما الهيروئين، أما التصنيعية فتعتمد على المواد الكيميائية فقط، وأهمها انفيتامينات ومشتقاتها بيتاانفيتامين ميتاانفيتامين والمهدئات والمنومات كالأدوية النفسية.
وذكر سلمان تأثيرها على الجهاز العصبي، فمنها من تنشّط المتعاطي وتجعله في حالة هدوء وسكينة، ومنها كمثبط كنبات الخشخاش، فعند التعاطي يكون في حالة ارتخاء كامل، علماً أن المركب الأساسي هو المورفين، وتتراوح نسبته بين 6 إلى 7% من وزن الأفيون الخام، بالإضافة للكودائين بنسبة بين 0,5 حتى 2,5% من وزن الأفيون الخام، ومن المعروف أنه يستخدم في مجال العقاقير الطبية، أما الهروئين فمثبط مشتق من المورفين، يتمّ تعاطيه بالحقن في الوريد أو تحت الجلد أو عن طريق الاستنشاق بلون أبيض، إضافة للترامادول والمنومات والبينزوزيبينات التي تستخدم كعقاقير لعلاج القلق والتوتر، ولكن يتمّ إساءة استعمالها من قبل البعض عن طريق الاستمرار في استخدامها، علماً أن أي شخص تتواجد معه دون وصفة طبية يندرج تحت التعاطي أو التجارة.
وأكد سلمان أن الأكثر رواجاً هي حبوب الكبتاغون والمادة الفعالة الموجودة فيها هي انفيتامين، ولكن أي حبة لا يوجد فيها انفيتامين فهي لا تعدّ من المخدرات، ويتمّ التأكد من خلال التحاليل في مخبر الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أو أي مخبر آخر، إضافة للحشيش وذلك لرخص ثمنه وسهولة الحصول عليه.