اقتصادصحيفة البعث

أصحاب المأكولات: الأسعار لا تتطابق مع الواقع.. وقريباً تسعيرة جديدة تتناسب مع التكاليف

دمشق  – محمد العمر

ثلاثة ارتفاعات في أسعار مأكولات المطاعم في العام الماضي، والأمر لم ينته بعد – كما يبدو – في ظلّ تسعيرة جديدة تعمل عليها الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمتنزهات في دمشق، ومن المتوقع صدورها خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك بعدما شهدت أسعار المواد الأولية، وخاصة حوامل الطاقة من الكهرباء والمازوت والغاز، في كانون الثاني الفائت، ارتفاعات قياسية، وبخاصة بعد قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في بداية العام الحالي تعديل أسعار مازوت النقل، ما أدى لزيادة أسعار الحبوب والخضار والفواكه والمنتجات والسلع الغذائية بنسبة نحو مئة بالمئة، وانعكس بشكل سلبي على المواطن قبل المحلات والمطاعم والمنشآت العامل.

عدد من أصحاب المحلات في أسواق دمشق (الميدان والحلبوني) أكدوا لـ “البعث” أن التسعيرة القديمة التي يعملون عليها أصبحت لا تتطابق مع الواقع، وخاصة بعد ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز ورسوم المحافظة وأجرة المحلات، مشيرين إلى أن قوائم أسعار المأكولات أصبحت تتغيّر بشكل دائم بعد ارتفاع المحروقات، ما فرض المزيد من الخسائر التي لا تُحصى في البيع جراء الالتزام بسعر النشرة الأخيرة، وحسب قولهم، فإن جمعية المطاعم وعدتهم بتعديل السعر بما يتوافق مع التغيّرات التي طرأت على حوامل الطاقة ورسوم النقل.

شادي الحلواني صاحب مطعم مأكولات شعبية بالحلبوني أكد أن البيع بسعر لا يتوافق مع الواقع هو مشكلة كبيرة، لافتاً إلى أن ضعف القدرة الشرائية للمواطن أثر على المبيعات، حيث أصبحت قلة منهم تشتري ٢ أو ٣ كيلو مسبحة وفول، حتى الفلافل والبطاطا المقلية انخفض بيعها، وهناك محلات استغنت عن بعض العمال في سبيل البقاء والاستمرار، فارتفاع أسعار زيت القلي والغاز هو الأكثر ثقلاً في رأس المال بسبب ضخامتها، فقرص الفلافل أصبح يكلف أكثر من 400 ليرة سورية، حتى سلق البيض والفول وقلي البطاطا أصبح يحتاج إلى معادلة حسابات!

ويرى محمد الأحمد، صاحب مطعم معجنات في منطقة الميدان، أن الارتفاعات المتتالية للمأكولات باتت تشكل عبئاً ثقيلاً على صاحب المنشأة، والعمال العاملين، صحيح أن كميات النقود (الغلة) زادت، لكن مع تضخم الأسعار لشراء المواد، كالحبوب وصحن البيض والتوابل والمخلل، بات لا يمكن توفير نصف الكميات التي كانت بالسابق، مؤكداً خطورة مخالفة العمل بالنشرة الحالية الموضوعة من قبل الوزارة والتي تصل عقوبتها إلى السجن وإغلاق المحل.

بدوره رئيس الجمعية الحرفية للمطاعم والمقاهي والمتنزهات في دمشق، كمال النابلسي، أكد أن الأسعار الحالية للمأكولات أصبحت غير واقعية، ولا تلبي متطلبات العمل لأصحاب المطاعم والمقاهي والمتنزهات، ولاسيما في شراء المواد الأولية ومستلزمات الإنتاج، ما أثر على عمل الحرفيين في زيادة الكلفة عن السابق، مداللاً على وجود تسعيرة جديدة للمأكولات، وذلك بعد الإعداد لتجهيز دراسة تتوافق مع الأسواق بكافة المواد الغذائية الداخلة في صنع المأكولات الشعبية والمعجنات، ولكن بعد أخذ موافقتها النهائية من وزارة التجارة الداخلية والمحافظة لإصدار السعر، مضيفاً أنه سيتمّ مراعاة ارتفاع تكاليف كافة المواد الداخلة في الإنتاج وبإصدار النشرة التي تتمّ دراستها، وستشمل الأسعار الجديدة المعجنات والسندويش والأراكيل والمشروبات.