الكرة الأنثوية بين ضعف الإمكانيات والرغبة في التطوير والعمل الجاد
ناصر النجار
أثلجت الكرة الأنثوية صدور المتابعين بعد أن حققت إنجازين كبيرين على صعيد بطولات غرب آسيا، ففازت ناشئاتنا باللقب وأتبعتها الواعدات بلقب مماثل وباتت قواعدنا الأنثوية من ذهب وهي تتصدر المشهد الكروي في غرب آسيا وهو أمر يدعو للفخر.
وتسير سيداتنا على الخطا نفسها وها هو منتخبنا الأول يعسكر في دمشق استعداداً لبطولة غرب آسيا التي ستقام في السعودية بدءاً من 19 الشهر الجاري، ووضعت القرعة منتخبنا في المجموعة الثانية التي تضم منتخبات فلسطين والعراق ونيبال، بينما ضمت المجموعة الأولى منتخبات السعودية والأردن ولبنان وغوام.
وحظوظ منتخبنا في هذه البطولة متفاوتة، فهناك منتخبات تسبقنا ومنتخبات نسبقها، ونأمل أن يتأهل منتخبنا إلى نصف النهائي الذي يتأهل إليه المنتخبان اللذان يحتلان المركزين الأول والثاني من كل مجموعة.
منتخبنا مستمر في هذه الأثناء بمعسكره الداخلي المغلق في دمشق وقد اختار مدربه عصام خدام الجامع لاعباته من دوري السيدات الذي انتهى ذهابه قبل شهر من الآن، والفترة السابقة من التحضير كانت مقبولة وأقام فيها منتخبنا معسكراً خارجياً في السعودية لعب فيه مباراتين مع منتخبها وخسر اللقاءين، الأول بهدف نظيف والثاني بثلاثة أهداف لصفر، وعلق القائمون على نتيجتي المنتخب وقتها بأن المنتخب بحاجة إلى بعض الوقت لتحقيق الانسجام وأن اللاعبات يحتجن إلى المزيد من التمارين وصولاً إلى الجاهزية الفنية والبدنية المعقولة.
القائمون على الكرة الأنثوية يبذلون كل جهد في سبيل تطويرها وتوسيع قواعدها وإقامة المزيد من البطولات والمسابقات، والمشاركة بكل البطولات الخارجية على صعيد غرب آسيا أو حتى البطولات العربية والآسيوية، لكن المشكلة تكمن في ضعف تبني الأندية للكرة الأنثوية ورعايتها، وللأسف نجد أن عدد الأندية الممارسة للعبة في انحسار موسم بعد آخر، والأندية التي تتبنى الكرة الأنثوية صارت معدودة على أصابع اليد وهي: فيروزة والسلمية وعمال السويداء ومحافظة حمص والهلال وعامودا، والموسم الماضي كان ناديا العربي وجرمانا نشيطين ومنافسين في البطولات لكنهما غابا هذا الموسم دون تبيان الأسباب، ونشطت في المواسم السابقة فرق الجهاد والخابور ومحافظة دمشق وشرطة حماة وتشرين والوحدة لكنها غابت عن الوجود فجأة.
من الضروري أن يضع اتحاد الكرة الحوافز المناسبة للأندية للاهتمام بكرة القدم الأنثوية وتشجيع الأندية التي كانت تزاولها في السنوات القليلة الماضية على العودة إلى هذا المضمار، وفي حال بقيت كرتنا الأنثوية تسير على الشاكلة هذه فقد نفتقد هذه اللعبة في أنديتنا وتنتهي نهائياً وهذا ما لا نتمناه أبداً.