دراساتصحيفة البعث

(أربعائيات بحكم المنطق… ولاشيء غير المنطق).. كيـــــف سيقـــــرأ أحفادنــــا تاريـــخ جيلنــــا ؟؟..

مهدي دخل الله

ما أكتبه هنا ليس موجّهاً للأنظمة والحكومات العربية، وإنما لكل عربي، لأبناء الأمة كلهم. فالأنظمة نتاج شعوبها، كما تكونون يُوَلى عليكم. مشكلتنا في مئات الملايين من العرب الذين يقفون حائرين، لا حول لهم ولا قوة، أمام كيان من المرتزقة لا يكاد يُرى على الخارطة .. هل السبب في أن أمريكا تدعم هذا الكيان؟؟.. فليكن، ألم يستطع الشعب الفيتنامي الصغير الجائع أن يمرّغ رأس أمريكا نفسها في الوحل باعتراف الأمريكيين أنفسهم؟؟.. أتساءل: ماذا كان سيحصل في هذه المنطقة لولا صمود وتصدّي سورية والمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق؟؟..

هل ستصدق الأجيال القادمة عندما تقرأ تاريخ أجدادها، جيلنا، في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية حتى اليوم؟ هل ستصدّق أنه في عام /1967/ استطاع كيان هزيل لا يزيد عدد سكانه على ثلاثة ملايين، ربعهم عرب فلسطينيون (عرب 48)، والباقي أعراق مختلفة من جميع أنحاء العالم، استطاعوا ضرب القدرات الدفاعية لأربع دول عربية عريقة، مصر وسورية والأردن والعراق، في ستة أيام أو ربما ست ساعات أو ست دقائق؟؟.. هل ستصدّق أن هؤلاء المرتزقة احتلوا ثلاثة أضعاف مساحة كيانهم بسهولة لا مثيل لها في تاريخ الحروب؟.

هل ستصدّق الأجيال أن ثلاثة ملايين مرتزق انتصروا، في غضون أيام قليلة، على ثلاث دول عدد سكانها في ذلك الوقت يصل إلى ستين أو سبعين مليوناً؟؟..

هل سيقول التلاميذ وهم يقرؤون تاريخ جيلنا: لا.. لا.. هذا غير معقول، هذا مجرّد خيال وادّعاءات كاذبة؟؟..

كيف ستفهم الأجيال ردّ العرب (العظيم) على عدوان 67 بلاءات ثلاثة في قمة الخرطوم، لاءات فيها من السخرية ما يفيض عن كل سخريات التاريخ في العالم كله؟؟..

ماذا ستقول الأجيال عندما تقرأ في مذكرات  غولدا مائير أنها لم تنم من التوتر والخوف ليلة قام الصهاينة بحرق المسجد الأقصى ظناً منها أنه في الصباح ستجتاح الملايين العربية الكيان لتمحوه في دقائق انتقاماً للأقصى، لكنها عندما استيقظت صباحاً قالت: عجيب!.. لم يحصل شيء، لم يحرّك العرب ساكناً؟؟.. إن صمت العرب أكثر ما أدهشني في حياتي؟؟..

هل سيصدّق قارئو تاريخ جيلنا أن التلفزيونات تنقل إلى بيوتنا يومياً مناظر لأطفال يقتلون يومياً بأحدث الأسلحة في فلسطين، وهناك /400/ مليون عربي يتابعون حياتهم اليومية وكأن شيئاً لم يكن؟؟..

تُرى ما هو شعور هؤلاء الأطفال في فلسطين، وضحايا الإرهاب في سورية، وهم يتساءلون بحرقة: هل من المعقول أن حولنا يوجد /400/ مليون شقيق والقتلة لا يتعدّون بضعة ملايين؟؟.. يحضرني قول المتنبي: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.. مع إبدال لفظ جهلها بلفظ (جبنها)..

mahdidakhlala@gmail.com