صحيفة البعثمحليات

دب “الفلنتاين” بـ 5 ملايين ليرة.. والوردة بـ 15 ألفاً..!

دمشق – ميس بركات

رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة، إلا أنها لم تمنع من حضور اللون الأحمر في الأسواق، وعلى واجهات المحلات في عيد الحب “الفلنتاين”، أو من التواجد وبكثافة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تتعدّد عروض الهدايا المزركشة للعشاق بأسعار فاقت الخيال والمستطاع عند أغلبية العشاق الذين اكتفى بعضهم بالهدايا الرمزية كالورود أو بالمعايدات على الفيسبوك فقط.

تناقضات 
ورود ودببة وزينة وهدايا وشوارع لبست اللون الأحمر قبيل عيد الحب، لتزدان واجهات المحال التجارية بشتى أنواع الهدايا التي غُلفت بطريقة جذابة تغري العشاق من ذوي الطبقة الراقية لشرائها مهما كان ثمنها، في حين يكتفي العشاق ممن لا يملكون ثمن هدايا الحب الباهظة بالجلوس في الحدائق العامة وتبادل الكلام المعسول، إذ فاقت أسعار الهدايا التصور ليصل سعر الدب الكبير ذي الرداء الأحمر إلى خمسة ملايين ليرة سورية في أحد المحال في منطقة الشعلان، ولا يقلّ سعر أي من هذه الهدايا عن 100 ألف ليرة، والأمر اللافت أن الإقبال على شراء هذه الهدايا جيد، وفق ما أفادنا به بعض أصحاب المحال، فلكل سعر معيّن زبون خاص به دون أن يبالي بدفع مبلغ كبير ثمن هدية لفتاة أحلامه، مبررين ذلك بجملة “من طرف الجيبة”، في المقابل أنست الأزمة التي نمرّ بها الفئة الأخرى من شبابنا هذه المناسبة التي لم يعد لها مكان في أجندة الاهتمامات.

استطلاع 
حالة من السباق بين العشاق والتّجار عاشتها الأسواق قبل أيام، إذ قام الكثير من العشاق بضربات استباقية للتجار المستغلين لهذا العيد بشرائهم الهدايا قبل حلوله بأسابيع، لعلّ وعسى ألا يقعوا في مصيدة التجار أو بائعي الورود ممن بدؤوا برفع سعر الوردة الحمراء إلى 10 آلاف ليرة ويرجحون أن تصل إلى 15 ألفاً مع حلول هذه المناسبة. وقد أظهر استطلاع عربي أن 27,7% ممن شاركوا في الاستطلاع يرغبون في تقديم هدايا لا تزيد قيمتها عن 100 دولار، في حين أن 16,1% أبدوا استعدادهم لإنفاق ما بين 100 – 200 دولار، بينما أكد أكثر من 10% رغبتهم في دفع أكثر من 200 دولار مقابل تقديم هدية قيمة لأحبائهم، وتصدّر مواطنو دول الخليج لائحة الأكثر رغبة في الإنفاق في هذا العيد، واعتبر 72% من المستطلعين العرب أنفسهم رومانسيين، في المقابل احتلت الهدايا العينية في هذا الاستطلاع المرتبة الأولى في الهدايا التي يأمل أن يتلقوها في هذا العيد، ومن ثم الورود والمكالمات الهاتفية، يليها بطاقات المعايدة بعيد الحب، في حين أن 2% أبدوا رغبتهم في تلقي قصائد شعرية كتبها أحباؤهم.

تباهٍ وتنافس 
وسط أزمات كبيرة وكثيرة يعاني منها مجتمعنا اليوم، يحاول السوريون البحث عن وميض من السعادة في أي مناسبة تمرّ عليهم، وترى سمر محفوض “باحثة اجتماعية” أن تقديم الهدايا حاجة ضرورية لأي إنسان، ولا يمكن ربط تقديم الهدية بعيد الفلنتاين فقط، فتقديم الهدايا بين الأصدقاء والأهل والمحبين يترك الكثير من الأثر الإيجابي على النفوس، ويزيد المحبة والألفة، ولا تكمن قيمة الهدية بثمنها المادي بقدر ما يتمّ انتقاؤها بإتقان وتقديمها في وقت يكون الشخص الآخر بأمسّ الحاجة للشعور بها، لتحمل الهدية حينها قيماً روحية لا يمكن تقديرها بالمال، ولم تخفِ “محفوض” أن تقديم الهدايا في عيد الحب بات يحمل طابعاً تجارياً، إذ يتسابق العشاق والمراهقون لشراء أفخم الهدايا وصرف المال على “خزعبلات” لا تحمل في مضمونها أي قيمة روحية، بل على العكس بات شراء الهدايا والسؤال: ماذا يخبئ العاشق لحبيبته في هذا اليوم، نوعاً من التباهي والتنافس بين البعض، في حين يكتفي البعض ممن تجمعهم المودة والألفة الحقيقية بتقديم هدية معنوية لا تقارن بالمال، واستهجنت محفوض اجتياز البعض في مجتمعنا حدود الجرأة بالتذمر من نوع الهدية المقدمة وعدم الرضا عنها، الأمر الذي يخلق الإحراج والخجل بدلاً من التقرّب والمودة!