اقتصادصحيفة البعث

في سوق الحلويات.. ارتفاع غير مسبوق في الأسعار وحركة بيع خجولة

دمشق – محمد العمر 

من جديد، وقبل بداية شهر رمضان المبارك، تضرب أسعار الحلويات أرقاماً قياسية على خلاف العامين السابقين، متأثرة بارتفاع أسعار المحروقات ومدخلات عملية الإنتاج، ليكون أقل سعر كيلو في بعض الأصناف 200 ألف ليرة سورية.

عدد من بائعي الحلويات في أسواق دمشق أكد لـ “البعث” اختلاف الأسعار عما كانت قبل شهرين، متجاوزة نسبة الـ 30 بالمئة نتيجة الزيادة في سعر السكر والفستق والسمن البلدي والزيت والطحين، لتختلف المبيعات أيضاً وتؤثر على الكميات المستهلكة من قبل المواطن، وأشار الباعة إلى أنه، بين العام الماضي والذي قبله، اختلفت الأمور جذرياً بعدما ارتفعت أسعار المواد أضعافاً مضاعفة، وزادت أجور العمال والرسوم والخدمات للمحافظة، حيث هناك العشرات من المحلات التي أغلقت جراء هذا التضخم، وعدم القدرة على مجاراة ومواكبة الارتفاعات الكبيرة لصغر رأس المال لديهم.
محمد الحلاق، عامل في محل حلويات بالميدان، أكد أن العمل بات يتوقف على “تواصي” الزبائن فقط، وأن نسبة كبيرة من الزبائن، قد خفضت مشترياتها بالتزامن مع ارتفاع الأسعار، وحسب قوله: “ليس باليد حيلة، فالارتفاعات تفرض علينا الاستمرار ورفع السعر بالمقابل، وهذه حال الأغلبية، فكل يوم سعر جديد للسمنة والزيت والسكر، وهذه تحديات جسيمة تربك عملنا وتضعنا في مأزق الإعلان عن سعر جديد”، لافتاً إلى أن صحن النابلسية كان 6 آلاف ليرة في منتصف العام الماضي، ثم أصبح اليوم بـ 10 آلاف ليرة، كذلك البقلاوة وكول وشكور والبلورية التي بات سعر الكيلو الواحد منها فوق 250 ألف ليرة كصنف ثانٍ.

رئيسُ الجمعية الحرفية لصناعة البوظة والحلويات بسام قلعجي أكد لـ “البعث” أن أسعار الحلويات التي ترتقع اليوم قائمة على الزيادة بسعر المكونات والحشوات الداخلة في الإنتاج التي تضاعفت عن الفترة السابقة، وهذه الارتفاعات الجديدة، والمستمرة من دون توقف، قد زادت على الحرفيين بعد ارتفاع سعر المازوت، وكيلو الكهرباء الصناعي.
وبيّن قلعجي أن هناك بين الحرفيين وأصحاب الحلويات من انخفضت مبيعاتهم وكميات العرض لديهم بعد موجة الارتفاعات المتتالية، جراء تراجع نسبة الشراء للعائلات المقتدرة التي اتجهت بالشراء من الكيلو إلى أقل، وهذا ما أثر على نسبة الأرباح وتغطية أجور العمال التي ازدادت بالمقابل، لافتاً إلى ضعف تصدير مادة الحلويات، والذي اختلف أيضاً بعد هذا التضخم، وهجرة حرفيي المهنة إلى الخارج.