صحيفة البعثمحليات

كلية طب الأسنان.. التطلع نحو نشر الأبحاث العلمية دولياً

دمشق- حياة عيسى

خطوة جديدة تسعى لها جامعة دمشق لرفع سويتها العلمية من خلال تكثيف جهودها البحثية للدخول ضمن أكبر التصنيفات العالمية كتصنيف “التايمس” البريطاني، وكذلك تصنيف “جنغهاي” الصيني، وذلك من خلال النشر في المجلات العلمية العالمية المحكمة.. هذا ما أشار إليه عميد كلية طب الأسنان الدكتور خلدون درويش في حديث لـ “البعث”، مؤكداً أن لهذه الخطوة التي يُعمل عليها في كلية طب الأسنان فوائد متعدّدة الجوانب تتمثل بتوثيق عمل الكلية، وكذلك تعليم الباحث قواعد النشر العالمي من خلال الملاحظات الواردة على البحث من قبل المحكمين العالميين، بالإضافة إلى أن موضوع التصنيف مطلوب عالمياً على أساس معايير محدّدة ممثلة بالنشر العالمي.
وتابع درويش أن الكلية ساهمت مساهمة كبيرة بالأبحاث العالمية، حيث صنّفت بين الكليات الثلاث الأولى التي عملت على رفع تصنيف جامعة دمشق على المستوى العالمي، ومن خلال هذه الخطوة أصبح لباحثي وأساتذة طب الأسنان تصنيف عالٍ من خلال كمّ الأبحاث التي تمّ نشرها في المجلات العالمية.

وأكد الأستاذ الدكتور نبيل قوشجي، اختصاصي تشريح مرضي في الكلية، أنه يتمّ إلزام طالب الدكتوراه بعدد معيّن من النشرات، لتعود بالفائدة عليه في مجال التدريب، ولتصبّ في مصلحة الجامعة كتصنيف من جهة أخرى، كما يعدّ النشر الخارجي أداة مهمة جداً لتصدير العمل للآخرين، ولاسيما بوجود نظرة مقللة لدور ومهام الجامعات السورية في ظلّ ما مرّ به البلد من حرب وحصار، لذلك بات النشر الخارجي في المجلات العالمية واجباً لإعادة مكانتها وتصنيفها بين الجامعات الغربية المتطورة. ومن هنا جاءت فكرة الاستفادة من الحالات المميزة التي تراجعنا، سواء في الجامعة أو في عملنا المنفرد، للعمل كفرق متكاملة، حيث يشكل الجرّاح والمشرّح المرضي اليد والعين التي تحقق التشخيص والعلاج ولتعميم الفائدة على طلاب الاختصاصات المختلفة في الكلية، ولاسيما قسمي الجراحة والتشريح المرضي في آن واحد، وتمّ نشرها في العام الماضي ٢٠٢٣.
وتابع الدكتور قوشجي أنه تمّ نشر سبع مقالات خلال ستة أشهر بسويات عالية في “Elsevier”، وهي إحدى دور النشر العالمية، وقد وثقت تلك المقالات المحكمة بمجموعة من النشرات، تمثلت أهمها بالحالة الرابعة في العالم للكيس السني المتقرن في العضلات الماضغة، والحالة الأولى في العالم العربي لرؤية مضاعفة عند مريض ورم مصورات الميناء في الفك، وحالة نادرة لورم ليفي متعظم ثنائي الجانب في الفكين، وحالة نادرة لورم عرقي دموي عظم في الفك السفلي.
وتابع قوشجي أن تراكم المعرفة والخبرة لا بدّ من أن يوثق ويخرج إلى العلن، وهذا ما تمّ القيام به بمراسلة دار النشر العالمية “Springer”، ونشر كتاب بعنوان (التشريح المرضي السريري – دليل القوشجي للآفات والخزعات الفموية)، وجرت طباعته ونشره بالانكليزية في برلين ليكون أول كتاب علمي يكون عنوانه (مؤلف عربي في المئة سنة الماضية).

من جهتها الدكتورة ميسون دشاش أستاذة في كلية طب الأسنان في جامعة دمشق تحدثت عن الأبحاث والإنجازات العلمية التي قامت بها، حيث نشرت ما يزيد عن ٨٠ بحثاً علمياً عالمياً، وحصلت على جائزة “تواز” اليونيسكو للأكاديمية العالمية للعلوم لتطوير المحتوى العلمي للدول النامية، كما حصلت على جائزة الجمعية البريطانية لطب الأسنان في عام 2004 وعلى جائزة البحث العلمي من قبل جامعة دمشق، أما بالنسبة للكتب، فقد تمت ترجمة ما يزيد عن خمسة عشر كتاباً، منها ما تمّ إدراجه بمؤلفات لجامعة دمشق، ومنها كمؤلفات لمركز القياس والتقويم في التعليم العالي، إضافة إلى تأليف أكثر من خمسة عشر كتاباً في مجالات التعليم الطبي وطب الأسنان والأخلاقيات الطبية، بالتزامن مع فصول لكتب علمية تناولت تحديات ضمان الجودة التي تواجه العالم العربي، وتطبيق الامتحانات الوطنية كأداة للقياس والتقويم للمحافظة على الشهادات الطبية السورية.

ولدى سؤالها عن انعكاسات هذا الإنتاج العلمي أكدت الدكتورة دشاش أن نتائج الأبحاث ستساعد صانعي القرار على تزويدهم بالإحصاءات والأرقام لاتخاذ القرارات المناسبة المدعمة بالبيانات، وأن تطوير برنامج التعليم الطبي يعدّ مثالاً وطنياً حياً لاهتمامه بتأهيل كافة الكوادر الطبية من كلّ الجامعات السورية، إضافة لذلك، فإن نشر الأبحاث العلمية باللغتين العربية والانجليزية يساهم في تحسين الصورة الذهنية عن سورية، ولاسيما خلال الحرب.