ارتفاع أسعار الأراضي في طرطوس يدفع المزارعين لبيعها لأسباب متعددة
طرطوس- دارين حسن
ارتفعت أسعار الأراضي في محافظة طرطوس في الآونة الأخيرة، ما دفع بعض المزارعين إلى بيع جزء منها لأسباب متعدّدة، فمنهم من باع لإكمال تعليم أبنائه في الجامعات، والبعض لإتمام وسدّ الاحتياجات المعيشية اليومية، ومنهم من باع قطعة من أرضه للاستثمار في مشروع آخر يكون رديفاً للعمل في الأرض.
وفي هذه الظروف الضاغطة لم يعد ربّ الأسرة قادراً على سدّ احتياجات أبنائه من راتبه “الهزيل” أو حتى من أي عمل إضافي يقوم به، لأن القدرة الشرائية باتت ضحلة للغاية أمام الغلاء المستشري وارتفاع الأسعار اليومي، حيث تحدث لنا “أبو خليل” عن أنه قام ببيع جزء من أرض التفاح لديه، علماً أن عمرها مئات السنين لتأمين مدخول مادي يساعد أبناءه الأربعة على متابعة تحصيلهم العلمي العالي في الجامعات، إضافة إلى عدم الجدوى الاقتصادية منها نتيجة تغاضي وتقصير المؤسّسة السورية للتجارة كلّ موسم عن استجرار محاصيل المزارعين، وفي المقابل لم يختلف واقع السيد “معتصم” عن سابقه، حيث باع جزءاً من أرضه لتأمين مكتب هندسي لابنه الذي تخرّج منذ أكثر من سنتين، مبيناً أن ما يتقاضاه من أجر عمله اليومي لا يسدّ رمق عائلته.
المعنيون بالشأن الزراعي أكدوا اتجاه بعض المزارعين لبيع جزء من أراضيهم إثر ارتفاع أسعارها ولمجاراة الواقع المعيشي.
واعتبر رئيس الرابطة الفلاحية في الدريكيش حسين وسوف، أن الأرض لا تفقد قيمتها بل تزداد مع الوقت، وحتى لا يستدين المزارع أو يسحب قرضاً “نصفه فوائد” يضطر إلى بيع جزء من أرضه للاستثمار في مشروع آخر بالتوازي مع عمله في الأرض.
من جهته أشار عضو المكتب التنفيذي المختص سمير علي إلى أن نسبة بيع الأراضي ليست بنسبة كبيرة، إذ يضطر بعض المزارعين إلى البيع نتيجة انخفاض الدخل والقدرة الشرائية وكلفة المعيشة الغالية جداً، مبيناً أن سعر دونم الأرض يتراوح بين ١٥- ٥٠ مليون ليرة حسب موقعه وتخديمه، فإن كانت الأرض بعيدة وغير مخدمة يباع بالشجرة، وإن كانت الأرض قريبة من الطريق ومخدمة تباع بالدونم.