يؤسس لحالة تراثية في جيل الشباب.. كتاب “القلاع الأثرية في سورية” للباحث نزار كحلة
البعث _ نزار جمول
دأب الباحث نزار كحلة على البحث والتقصي عن كل ما يخص التراث التاريخي لكشف ما يخفيه من ذاكرة حضارية تؤسس لترسيخ الإرث الحضاري لسورية. ويأتي كتابه الجديد “القلاع الأثرية في سورية” من ضمن خياراته البحثية التي تعرفنا على أهم التحف وهي القلاع الأثرية التي تبقي ذاكرتنا الحضارية شامخة في وجه كل من يريد طمسها وتشويه الإرث الحضاري الرائع. وتصدت “جمعية العاديات” في سلمية وكحلة أحد أعضاءها لاحتضان حفل تقديم الكتاب ومؤلفه الذي تم من خلاله توقيع الكتاب، وتوزيعه من قبل الكاتب، حيث يأتي هذا الحفل من ضمن اهتمامات الجمعية بالتراث والتعريف به وحمايته .
الباحث كحلة أوضح الرؤى التي ألف هذا الكتاب من أجلها، وأولها تعريف القارئ على 27 قلعة من القلاع التي تختزنها سورية في جغرافيتها، والتي تبلغ حوالي 80 قلعة تنتشر في المناطق السورية، حيث جمع هذه المعلومات في مؤلفه الذي تبلغ عدد صفحاته 165 صفحة من القطع المتوسط، ذكر فيها اسم القلعة وموقعها الجغرافي ومن ثم قدم لمحة تاريخية أوجز فيها وصفها المعماري وحالتها المعمارية حالياً. كما ضم العديد من الصور الملونة والمخططات التي وضّحت معالم كل القلاع التي ذكرها المؤلف، والتي وثقها بقائمة المصادر والمراجع التي تم الاعتماد عليها. وركز الكاتب على فكرة أن الكتاب يخاطب فئات المجتمع وخاصة الشباب الذي حفزهم على أهمية القلاع، وواجب الحفاظ عليها لأنها تعتبر جزء من التراث الوطني. كما تطرق كحلة إلى هذا الموضوع عندما وضع ملاحظاته على غلاف الكتاب حيث أكد فيها على الانتهاكات التي تتعرض لها البلاد العربية بشكل عام، وبلاد الشام والرافدين على وجه الخصوص، ليأتي هذا الكتاب ويخاطب جيل الشباب الذين لم تتح لهم الفرص للتعرف على أهم التحف الأثرية “القلاع الأثرية” هذه الأوابد التي ما زالت تشمخ لتقف في وجه كل من يحاول طمس ذاكرة سورية الحضارية .
كتاب “القلاع الأثرية في سورية” سيكون مرجعاً هاماً للبحث والتقصي عن حقيقة التراث الحضاري المعماري الذي تكتنفه الجغرافيا السورية، وسيعرف القارئ عن كل ما يعتري هذه الأوابد الأثرية من تغيرات بالشكل والمضمون.