أخبارصحيفة البعث

المعايير المزدوجة لتشويه سمعة الشركات الصينية

تقرير إخباري
أطلقت المفوّضية الأوروبية مؤخراً تحقيقاً دقيقاً في دور التشويه المحتمل للسوق للدعم الأجنبي، ويتعلق التحقيق بشراء بلغاريا العديد من قطارات الدفع والسحب الكهربائية، بالإضافة إلى خدمات الصيانة وتدريب الموظفين ذات الصلة من شركة سي آر آر سي الصينية لصناعة القطارات، كما قام منظمو مكافحة الاحتكار في الاتحاد الأوروبي بالتحقيق فيما إذا كانت الشركة قد تلقت فائدة مباشرة أو غير مباشرة من شركتها الأم ما مكّنها من تقديم عرض مفيد بشكل غير مبرر..
وعلى الرغم من أن التحقيق هو إجراء روتيني بموجب لائحة الدعم الأجنبي للاتحاد الأوروبي، إلا أن الخلفية المسيّسة لخفض المخاطر التي يتم تنفيذها في ظلها قد أثارت مخاوف من أن بعض المشرّعين في الاتحاد الأوروبي الذين يهاجمون الصين يستغلون التحقيق لعرقلة الاتفاق والصفقة الطبيعية بين الصين وبلغاريا.
ورغم أنهم لم يقدّموا أيّ دليل ملموس لإثبات الاتهامات، إلا أن هؤلاء الساسة بارعون في تشويه سمعة الشركات الصينية، مثل تلك التي تصنع منتجات الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية، وذلك على اعتبار أنها تتلقّى إعاناتٍ حكومية تمنحها ميزة غير عادلة.
وتتجلّى النية المسيّسة أيضاً وراء تشهيرهم وافتراءاتهم الواضحة في الصمت المدروس الذي يحافظون عليه بشأن الاستخدام الواسع النطاق في المشاريع العامة في الاتحاد الأوروبي للرقائق المتقدمة التي تصنعها شركات في الولايات المتحدة وتتلقّى إعانات حكومية.
وهؤلاء الساسة هم الذين يحثون الاتحاد الأوروبي على تقديم إعانات الدعم على نطاق مماثل، على أساس أن ذلك من شأنه أن يمنع شركات صناعة الرقائق في الاتحاد الأوروبي من إغراء الولايات المتحدة.
وحسب المحللين فإن منتجات الاتصالات والطاقة الجديدة والنقل التي تبيعها الشركات الصينية إلى دول الاتحاد الأوروبي تتمتع جميعها بنسبة التكلفة التنافسية إلى الأداء وتنبع من حجم تأثير الصناعة التحويلية الصينية، وكفاءة تشغيل النظام الاقتصادي الصيني والمدخلات الطويلة الأجل والضخمة في البحث والتطوير، والمنافسة الشرسة التي تنفرد بها السوق الصينية.
وحسب المعنيين في هذا المجال, سيكون من السخافة الافتراض أن دولة بحجم اقتصاد الصين قادرة على الفوز بالسوق العالمية في هذه القطاعات الرئيسية بمجرد تقديم الإعانات الحكومية، وهو في الواقع ما يعيق تنمية الشركات من خلال تغذية الفساد وتشويه المنافسة في السوق.
ولكن من عجيب المفارقات أن البعض في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتبنى في واقع الأمر ما يعارضونه باعتباره علاجاً سحرياً لإعادة تنشيط قدراتهم التنافسية، في حين تتلخّص نيتهم الحقيقية في اجتذاب شركات التكنولوجيا الفائقة، إن لم يكن إرغامها على الانسحاب من البر الرئيسي الصيني، وهم الذين يحاولون اللجوء إلى إعانات الدعم التي يُحتمل أن تكون مشوّهة للسوق في محاولة للتفوق على الشركات الصينية في المنافسة.
عائدة أسعد