اتحاد كرة القدم يتوجه لضبط الدوري.. والمدربون والانتقالات أهم البنود
ناصر النجار
استجاب اتحاد كرة القدم لما نشرته “البعث” من اقتراحات حول ضرورة تحديث القوانين والعمل بموجبها على أن يسري هذا القانون على الجميع بسواسية دون مجاملات مع أحد.
رئيس اتحاد كرة القدم صلاح الدين رمضان كشف ل”البعث” عن عدة نقاط إيجابية سيتم العمل بها بدءاً من الموسم القادم بعد استيفائها لكل الدراسات المعمقة لتصبح ناضجة ومقبولة من الجميع، النقطة الأولى تتعلق بالمدربين وقد رسمت الكثير من التنقلات بين الاستقالة والإقالة العديد من إشارات الاستفهام لدرجة أنها صارت معيبة جداً، وتتعلق بكيفية تنقلات المدربين وفسخ عقودهم، وفي هذا البند فإن رئيس الاتحاد مصرّ على تطبيق المادة التي تقول: كل مدرب يستقيل من أي نادٍ لا يحق له التعاقد مع نادٍ آخر بالدوري الممتاز في الموسم نفسه، أما في حال إقالته فإنه يحق له العودة للتدريب لمرة واحدة في الموسم نفسه، وهنا تم طرح قضية تعاقد عمار الشمالي مع نادي الفتوة وهي تخالف هذا البند الذي أقره الاتحاد قبل انطلاق الدوري الممتاز، فقال رمضان: نادي جبلة حسب الكتاب الذي وصلنا منه يؤكد أن إدارة نادي جبلة هي من أقالت الشمالي ولم يستقل من تلقاء ذاته لذلك سمحنا له بالتعاقد مع نادي الفتوة.
بعيداً عن الصيغة القانونية إن كانت صحيحة أو هي غير ذلك، لأن الشمالي على صفحته هو من استقال، ولم يصدر شيء وقتها عن إدارة النادي، وبعيداً عن قانونية هذا الانتقال من عدمه، فإن الكثير من جماهير جبلة وصفت تصرف الشمالي بغير اللائق لأنه غادر ناديه من أجل صفقة أدسم وهي حقيقة يقولها الجميع من أبناء النادي، لذلك البعض ربط استقالة الشمالي من تدريب جبلة بإقالة أيمن الحكيم من تدريب الفتوة بالتوقيت نفسه وكل ذلك كان مدروساً بعناية ووضحت الغاية من هذه الاستقالات بتعاقد الشمالي مع الفتوة.
من جهة أخرى فإن المقربين من نادي الفتوة يعتبرون التعاقد مع الشمالي خاطئ، فالفريق يسير ببطولة الدوري براحة تامة والمدرب المساعد يقوم بمهامه على أكمل وجه، فلماذا التعاقد مع مدرب تم صرفه الموسم الماضي بطريقة غير محببة؟
البعض بات يخشى أن تتحول مهنة التدريب إلى تجارة وخصوصاً أن بعض المدربين باتوا في الموسم الواحد ينتقلون من فريق لآخر دون أن يهتم المدرب لأي تبعية أخرى ما دام يحمي حقوقه بالشرط الجزائي، وهذا الأمر يجب أن تنتبه إليه الأندية وتحرص على عدم وقوعها في الفخ، البعض اليوم يسأل: لماذا أنهى نادي الفتوة عقد عمار الشمالي، ولماذا تعاقد معه بعد أقل من موسم؟
هذه الحالة ومن في حكمها شجعت اتحاد كرة القدم على إصدار هذا القرار، لكن الأهم من القرار أن تعي الأندية أن الاستقرار الفني هو الأهم، والتعاقد مع المدرب لا يجب أن يكون لموسم واحد فقط، بل يجب أن يكون لسنوات ليحقق النادي الفوائد المرجوة من عملية الاستقرار الفني، ويجب أن يكون اختيار المدرب صحيحاً ومناسباً للنادي والفريق، وبعدها كل الخطوات ستكون صحيحة وتسير نحو المطلوب.
النقطة الثانية كانت بطرح رئيس اتحاد كرة القدم عملية التنقلات الواسعة بين الأندية على صعيد اللاعبين وما فيها من مضار على كرة القدم بشكل عام، وفي هذا الموضوع يقول رمضان: الاحتراف قد يمنع الاتحاد من وضع قيود على الأندية جهة التنقلات أو تحديد سن اللاعبين، ولكن يمكننا إجبار الأندية على العناية بالشباب وذلك من خلال فرض عدد من اللاعبين بسن الأولمبي على أندية الدوري ليكونوا مشاركين فعلياً مع الفريق على أرض الملعب وليس على ضبط المباراة فقط، وهذه الخطوة قد تكون البداية لكن الخطوة الأهم هو التعاقد مع لاعبي الشباب والأولمبي ضمن سن الرعاية ولمدة خمس سنوات، هذه التعاقدات ستجبر الأندية على العناية بلاعبيها الشباب الذين سيكونون طلائع فريق المستقبل، وسيكون الدوري الأولمبي في الموسم المقبل دورياً كاملاً وليس مجزأ، وسيتحول دوري الشباب ليكون على مستوى المحافظات بدوره الأول، كل هذه الأفكار لها فوائد إيجابية من حيث المبدأ ونحن نعيد دراستها لنقدمها إلى المؤتمر السنوي ليتم الاطلاع عليها وتطبيقها.
النقطة الثالثة التي أشار إليها رمضان هي مراجعة وضع دوري الدرجة الأولى الذي من المفترض أن يكون رديفاً للدوري الممتاز، وكما نلاحظ ان هذا الدوري عديم الفائدة ليس منه إلا هدر المال وهدر الوقت والجهد، والمفترض أن يكون أفضل مما هو عليه الآن وأن يقام بأسلوب جديد بحيث يكون موازياً للدوري الممتاز، وها نحن نجد اليوم أن هذا الدوري قد أغلق ابوابه بوجه عشرين نادياً منذ مطلع هذا الشهر، وستغلق هذه الأندية أبوابها تسعة أشهر حتى تشرين الأول القادم، فأي فائدة ستجنيها هذه الأندية من هذا الدوري؟ اتحاد كرة القدم على لسان رئيسه قال: أيضاً هذا الدوري سيتم دراسته من جديد ومن الممكن أن نقيم دوري تصنيفي أو أن نعلن عن شكل جديد للدوري قبل وقت وصولاً إلى أسلوب يحقق الفائدة، وهذا ما نعمل عليه ليكون جاهزاً قبل انطلاق الموسم الكروي الجديد.
النقطة الرابعة التي تم التطرق إليها هي لائحة الانضباط والأخلاق وضرورة تعديلها ضمن المستجدات التي نراها في الدوري الكروي الممتاز وغيره من الدوريات والمسابقات، ورغم أن اللائحة جيدة واللجنة تقوم بمهامها على أكمل وجه، إلا أن هناك الكثير من الحالات التي يجب أن تواجه بردع أكبر، وما حدث في مباراة حطين والفتوة وقف أمام الكثير من الإجراءات، فبنود اللائحة لم تراع حالات الشغب المتزايد والاحتجاج العارم الذي قام به البعض لعدم ورود نصوص تقيد هذه الحالات، وهذا الأمر ليس مقتصراً على هذه المباراة بالذات، بل إن العديد من الحالات في بعض المباريات تحتاج إلى الكثير من الحزم والردع، من هنا فإن لجنة الانضباط والأخلاق تعكف على دراسة هذه الحالات وتعمل على تعديل بعض البنود لتواكب المستجدات التي تظهر في المباريات بكل المسابقات.
المرحلة القادمة كما نتوقع ستكون مركزة على تحديث القوانين الكروية وخصوصاً ما يتعلق بالمسابقات والانتقالات، والعمليات التنظيمية التي صارت مؤتمتة في اتحاد كرة القدم تساعد على حسن التطبيق وعلى سرعة تنفيذه.
كل هذه الأمور تعتبر من الحالات الملحة المستعجلة، فتطوير كرة القدم يجب أن يبدأ من تطوير الأنظمة والقوانين، ودون ذلك فإن كرة القدم ستبقى مكانك راوح.
وبرأينا أن الأندية هي مربط الفرس، فإن لم تقتنع أنديتنا بضرورة تطوير كرة القدم من خلال الالتزام بالقوانين والأنظمة وتجهيز فرقها بشكل جديد ودعم فرق القواعد فإن كرة القدم لن تتطور وسيبقى الدوري ضعيفاً ، وستبقى كرتنا على حالها، كل ما نتمناه أن يجتهد الجميع في تطوير كرة القدم كل حسب موقعه فكرة القدم لعبة جماعية وتطويرها من مسؤولية الجميع وليس على عاتق اتحاد كرة القدم وحده.