كل الطرق تؤدّي إلى الموت!
تقرير إخباري
“كل الطرق تؤدّي إلى الموت.. إذا لم نُقتل بالقصف الإسرائيلي، فسنموت جوعاً”.
هذا ما قالته إحدى الأمهات الغزاويات لابنها الذي طلب منها رغيفاً من الخبز، حيث تعرّضت جهود إيصال المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة لانتكاسة كبيرة أخرى في غزة، وأكّد مسؤولون في وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن عمليات إيصال المساعدات إلى المناطق في الشمال تم تعليقها بسبب الظروف المستحيلة.
وبينما أكّدت مديرة العلاقات الخارجية في “الأونروا” تمارا الرفاعي، أنها لا “ترغب في جعل الأمر يبدو كأن الوكالة تلوم الأهالي”، أشارت إلى أن السلوكية المستميتة للفلسطينيين الجياع والمثخنين بالجراح تعيق المرور المنتظم لقوافل الإغاثة في المناطق الشمالية.
وعلى الرغم من تحذيرات وكالات الإغاثة المتزايدة واليائسة بشأن انتشار الجوع على نطاق واسع، تستمرّ “إسرائيل” منذ عدوانها الغاشم على غزة بمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى الأهالي، حيث شدّدت الرفاعي على أن الأونروا الآن “عالقة في حلقة مفرغة، وأصبح أمن قوافل الإغاثة في خطر، ما يعني عدم إمكانية إرسال المساعدات، الأمر الذي يساهم في المزيد من الجوع واليأس”.
وكشف استطلاع “صادم” صدر مؤخراً، أن أكثر من ثلثي “الإسرائيليين” يعارضون السماح بدخول شحنات المساعدات إلى غزة، كما أن المتظاهرين عند معبر كرم أبو سالم الحدودي واصلوا جهودهم لمنع قوافل الشاحنات من توصيل المساعدات.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست مؤخراً، “انهار حجم المساعدات المقدمة إلى غزة في الأسابيع الأخيرة مع استهداف الغارات الجوية “الإسرائيلية” لضباط الشرطة الذين يحرسون القوافل”.
وفي بيان مشترك صدر مؤخراً، داعياً إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتوفير ظروف موضوعية من شأنها إتاحة الفرصة لتقديم المساعدات الإنسانية مرة أخرى، حذّر مسؤولو الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة من أن سكان غزة ما زالوا ” يواجهون خطراً شديداً بينما يراقب العالم عن بُعد، فالأمراض متفشّية والمجاعة تلوح في الأفق والمياه تتناقص، والبنية التحتية الأساسية أصبحت مدمّرة، كما توقف إنتاج الغذاء، وتحوّلت المستشفيات إلى ساحات قتال، وأصبح مليون طفل يواجهون صدماتٍ يومية”.
وفي معرض تعليقه على الاستطلاع الذي أظهر أن أغلبية كبيرة من “الإسرائيليين” يعارضون بشدة مساعدة الفلسطينيين على درء المجاعة، قال الكاتب جوناثان أوفير: “على المرء حقاً أن يتوقّف هنا ويفكر فيما يحدث”.
ففي الوقت الذي أفاد فيه برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن أهالي غزة يموتون بسبب نقص الغذاء، حيث خلص الفحص التغذوي الذي أجرته “يونيسيف” في شمال غزة، إلى أن طفلاً واحداً من بين كل 6 أطفال دون الثانية من العمر يعاني من سوء التغذية الحاد، يؤيد “الإسرائيليون” الذين لا يجهلون هذا الأمر، الإبادة الجماعية بأغلبية ساحقة.
سمر سامي السمارة